وادي الموت: الحديقة الأكثر سخونة على وجه الأرض

تعد حديقة وادي الموت الوطنية، الواقعة بقلب الولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من أكثر الأماكن تطرفًا على وجه الأرض. فهي ليست فقط الأكثر سخونة على الكوكب، حيث تتجاوز درجات الحرارة خلال الصيف 120 درجة فهرنهايت (49 درجة مئوية)، ولكنها كذلك المنطقة الأكثر جفافًا في أمريكا الشمالية. ومع هذا فإن هذا الامتداد الصحراوي القاسي يروي قصة مدهشة عن الحياة والتاريخ والطبيعة.

وداخل هذه الحديقة، التي تمتد على أكثر من ألف ميل من الطرق والمناظر الطبيعية الخلابة، يزدهر عالم مدهش من الحياة البرية والنباتات، وتضم الحديقة أكثر من ألف نوع من النباتات و440 نوعًا من الحيوانات، بعضها لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. في هذا المشهد الذي يبدو غير قابل للسكن، تسطر الطبيعة فصولًا من التنوع البيئي، مع نباتات تتكيف مع ندرة المياه وحيوانات تتقن فن البقاء في أكثر الظروف تطرفًا.

فيما يوجد عدد قليل من الحدائق الوطنية مثل حديقة وادي الموت الوطنية التي تقع بمسطحات المياه المالحة في حوض بادواتر أسفل مستوى سطح البحر التي تمتد على حدود كاليفورنيا ونيفادا. وكذلك تواجه جفافًا مستمرًا، في المقابل يرتفع جبل تليسكوب المغطى بالثلوج إلى حوالي 11049 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، حيث تعتبر هذه الحديقة أكثر الأماكن جفافًا في أمريكا الشمالية وأكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض.

لكن القصة لا تنتهي عند حدود الطبيعة. تاريخيًا، لعب وادي الموت دورًا مهمًا في حياة السكان الأصليين، الذين عرفوا أسراره واستفادوا من موارده. كما ترك المستكشفون والمستوطنون آثارهم في هذا المكان، مما يجعله شاهدًا على تفاعل الإنسان مع بيئة صعبة لكنها مذهلة.

وقبل وصول سكان عام 1949، لمدة مئات السنين قد عاش شعب تيمبيشا شوشون بالوادي، إذ كانوا يحصدون حبات الصنوبر والفول وهم يصطادون. فيما قد أطلق اسم وادي الموت على المناظر الطبيعية بعد أن سلك بعض سكان عام 1949 منعطفًا قادهم إلى الوادي، حيث قد تقطعت السبل ببعض العائلات منهم وذلك لمدة وصلت لـ25 يومًا حتى عادت مساعدتهم بالإمدادات لإخراجهم.

وبمناظره الخلابة التي تشمل الكثبان الرملية الذهبية، وسلاسل الجبال الشاهقة، ووديان الملح المتشققة، يقدم وادي الموت تجربة سياحية فريدة لمحبي المغامرة والطبيعة. إنه مكان يلهم الزوار بالتفكر في قوة الطبيعة وجمالها القاسي، مع تاريخ يربط الحاضر بالماضي.