هكذا تكون احتفالات رأس السنة في الدنمارك

  • تاريخ النشر: منذ 8 ساعات
هكذا تكون احتفالات رأس السنة في الدنمارك

تعد الدنمارك من الوجهات التي تحتفل بحلول رأس السنة بأسلوب فريد يعكس تقاليدها الثقافية العريقة واحتفالاتها المليئة بالحيوية. هذه الاحتفالات لا تقتصر على إضاءة الألعاب النارية أو الحفلات الموسيقية فقط، بل تتضمن مجموعة من الطقوس الاجتماعية التي تجمع الأصدقاء والعائلات في أجواء من الفرح والترابط. كما تشهد هذه المناسبة في الدنمارك مزيجًا من الفخامة والبساطة، وهو ما يجعلها مميزة بالنسبة للكثيرين. في هذا المقال، سنستعرض أبرز ما يميز احتفالات رأس السنة في الدنمارك، بدءًا من العادات التقليدية وصولاً إلى المهرجانات المعاصرة.

تقاليد رأس السنة: بداية جديدة على طريقتهم

يبدأ الدنماركيون احتفالاتهم بحلول رأس السنة من خلال مجموعة من العادات المميزة التي ترافقهم طوال اليوم. أحد أبرز هذه التقاليد هو تناول العشاء الكبير في الليلة الأخيرة من السنة، والذي عادةً ما يتضمن مجموعة من الأطعمة التقليدية مثل "السمك المدخن" و"الديك الرومي" بالإضافة إلى الحلويات الدنماركية الشهيرة. هذا العشاء يمثل لمحة عن بداية جديدة، حيث يجتمع الأصدقاء والعائلة في منازلهم للاحتفال سويا، ويتبادلون القصص والضحك، مما يعزز الروابط الاجتماعية.

وفي الساعة الأخيرة من العام، يحرص الدنماركيون على توديع العام القديم بطرقهم الخاصة، حيث يفتحون أبواب منازلهم ويدفعون بقايا العام الفائت إلى الخارج. وتعد هذه العادة رمزية للتخلص من الماضي واستقبال العام الجديد بنية خالية من الأحمال القديمة. بالإضافة إلى ذلك، يشتهر الدنماركيون بتكسير الصحون في منتصف الليل كنوع من الفأل الحسن، حيث يُعتقد أن تكسير الصحون على أبواب الأصدقاء يرمز إلى الثروة والحظ السعيد في السنة المقبلة.

الاحتفالات في الساحات العامة: الأجواء الصاخبة والموسيقى

يعد الميدان الرئيسي في كوبنهاجن، العاصمة الدنماركية، هو المكان الأكثر شهرة لاستقبال العام الجديد. تتجمع الحشود هنا للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية، حيث تنظم البلديات حفلات موسيقية وعروضًا متنوعة. تبدأ هذه الاحتفالات عادةً في الساعة 10 مساءً، حيث يُغني الفنانون المحليون والعالميون، ويتم عرض عروض الألعاب النارية التي تضيء السماء عند منتصف الليل. 
الألعاب النارية في الدنمارك تعتبر من أبرز الفعاليات التي تعكس احتفالات رأس السنة بشكلها العصري، حيث يشاهدها الجميع في الميادين العامة أو من شرفات المنازل. هذه الألعاب النارية ليست مجرد عرض مرئي، بل تُعد جزءًا أساسيًا من عملية الترحيب بالعام الجديد، ويُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد.

تستمر الاحتفالات حتى الساعات الأولى من الصباح، حيث يتجمع الناس في الحانات والمطاعم التي تقدم الطعام والمشروبات الخاصة بمناسبة رأس السنة. إلى جانب الموسيقى، يتم تقديم رقصات فلكلورية ومشاركات اجتماعية تحتفل بالثقافة الدنماركية. تعتبر هذه الأنشطة فرصة رائعة للزوار والسكان المحليين للاستمتاع بأوقاتهم معًا، وللتعرف على جوانب من الحياة الدنماركية.

الطقوس الشخصية: لحظات هادئة بعد الضجيج

بعد الاحتفالات الصاخبة، يأتي وقت الطقوس الهادئة التي تشكل جزءًا مهمًا من احتفالات رأس السنة في الدنمارك. واحدة من أبرز هذه الطقوس هي عادة تناول "المعجنات الدنماركية" مع القهوة في اليوم الأول من السنة الجديدة. هذه الوجبة الصغيرة تُعد فرصة للعائلات للاجتماع مجددًا بعد الاحتفالات، والتأمل في ما تحقق خلال العام الماضي.

أيضًا، تُعتبر رحلة إلى الطبيعة من الطقوس المفضلة في الدنمارك بعد ليلة رأس السنة، حيث يذهب العديد من الدنماركيين إلى الشواطئ أو الغابات القريبة للتنزه والتأمل في بداية سنة جديدة. تمثل هذه الرحلات فرصة للابتعاد عن الازدحام، والتواصل مع الطبيعة والاستعداد للعام الجديد بحالة من الصفاء الذهني.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم