من بيروت إلى بعلبك: جولة بين الماضي العريق والحداثة النابضة
- تاريخ النشر: الأربعاء، 26 فبراير 2025

لبنان بلد يمتزج فيه التاريخ العريق مع نبض الحياة العصرية، ويقدم للزوار تجربة فريدة تمتد من العاصمة بيروت، التي تعكس حيوية المدن الحديثة، إلى بعلبك، المدينة التي تحفظ بين جدرانها شواهد الحضارات القديمة. تشكل الرحلة بين المدينتين فرصة لاكتشاف الإرث الثقافي والتاريخي، والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الخلابة التي تمتد على طول الطريق بين الساحل والجبال.
بيروت: الحداثة تلتقي بالتاريخ في قلب العاصمة
بيروت، المدينة التي لا تنام، تعكس مزيجًا فريدًا من الطابع الأوروبي والعربي، حيث تمتزج المباني الحديثة مع الأزقة الضيقة والأسواق القديمة. يمكن للزائر أن يبدأ جولته من وسط المدينة، حيث ساحة الشهداء وشارع الحمرا، الذي يعج بالمقاهي والمطاعم، ويعكس الروح الثقافية للعاصمة. كما يعد كورنيش بيروت مكانًا مثاليًا للاستمتاع بنسيم البحر والمشي على طول الساحل.
إضافة إلى المعالم الحديثة، تضم بيروت متاحف تعكس تاريخها الطويل، مثل متحف سرسق الذي يعرض الفنون اللبنانية، والمتحف الوطني الذي يحتوي على قطع أثرية تعود للعصور الفينيقية والرومانية. كما يمكن زيارة منطقة الجميزة ومار مخايل، التي تشتهر بمبانيها التقليدية المزينة بشرفات مزخرفة، إلى جانب المقاهي والمطاعم التي تقدم المأكولات اللبنانية الأصيلة.
الطريق إلى بعلبك: رحلة عبر الزمن والطبيعة الخلابة
الرحلة من بيروت إلى بعلبك تمتد لحوالي ساعتين بالسيارة، لكنها تأخذ الزوار في رحلة عبر تضاريس متنوعة، من الساحل إلى الجبال ثم إلى سهل البقاع. خلال الطريق، يمكن التوقف في منطقة زحلة، المعروفة بأنها "عروس البقاع"، والتي تشتهر بمطاعمها التقليدية المطلة على نهر البردوني. كما يمكن زيارة كروم العنب التي تنتج النبيذ اللبناني الشهير، حيث تقدم بعض المزارع جولات تذوق لمحبي المشروبات المحلية.
عند الاقتراب من بعلبك، يبدأ المشهد بالتحول إلى طابع أثري ساحر، حيث تبرز المعابد الرومانية وسط المدينة القديمة. هذه الرحلة ليست فقط انتقالًا جغرافيًا، بل هي غوص في أعماق التاريخ اللبناني.
بعلبك تعد واحدة من أبرز الوجهات الأثرية في الشرق الأوسط، حيث تحتضن مجموعة من المعابد الرومانية المذهلة، أبرزها معبد جوبيتر، الذي يعد أحد أكبر المعابد الرومانية في العالم، ومعبد باخوس الذي يتميز بنقوشه الدقيقة وأعمدته الضخمة. هذه الآثار تجسد عظمة الهندسة الرومانية وتحمل بين أروقتها تاريخًا يعود إلى آلاف السنين.
بالإضافة إلى المعالم الأثرية، تتميز بعلبك بأسواقها التقليدية، حيث يمكن للزوار شراء المنتجات المحلية مثل العسل والمكسرات والتوابل، كما تُقام فيها فعاليات ثقافية مثل مهرجان بعلبك الدولي، الذي يستقطب فنانين عالميين. كما يمكن تذوق الأطباق التقليدية في المطاعم الشعبية، مثل الكبة البعلبكية المشهورة بطريقتها الخاصة في التحضير.
الرحلة من بيروت إلى بعلبك هي تجربة تمزج بين الحداثة والتاريخ، حيث تنبض بيروت بالحياة المعاصرة، بينما تحتفظ بعلبك بأسرار الحضارات القديمة. سواء كنت من عشاق الثقافة والتاريخ أو من محبي الطبيعة والمغامرات، فإن هذه الجولة ستمنحك رؤية متكاملة عن سحر لبنان وتاريخه الغني.