مصر تطرح جميع المطارات على القطاع الخاص لإدارتها بالكامل

في خطوة جريئة تهدف إلى تعزيز الاستثمار وتحسين إدارة البنية التحتية الحيوية، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن تكليف وزير الطيران المدني سامح الحفني بطرح جميع المطارات في مصر للإدارة من قبل القطاع الخاص. هذا القرار يأتي في ظل تحديات عالمية تتطلب استراتيجيات مرنة وخططًا قصيرة الأجل لضمان تحقيق التنمية المستدامة.

أوضح مدبولي خلال لقائه بمجموعة من المستثمرين الوطنيين أن التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية تجعل من الضروري تبني نهج أكثر ديناميكية في إدارة الموارد الوطنية. وأكد على أهمية إشراك القطاع الخاص، ليس فقط لتخفيف الأعباء على الدولة، ولكن كذلك لضمان استغلال الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المطارات المصرية لتحقيق أفضل النتائج.

وأضاف أن هذه الخطوة ستسهم في رفع كفاءة تشغيل المطارات وتحسين خدماتها، ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني والسياحة. وأشار مدبولي إلى أنه يتطلع للاستماع إلى رؤى المستثمرين الوطنيين حول كيفية تنفيذ هذه الخطط قصيرة الأجل. كما شدد على حرص الحكومة على فتح قنوات الحوار مع جميع الفئات، مؤكدًا أهمية التكامل بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف التنموية.

وأوضح أن المطارات تمثل واجهة البلاد الأولى أمام الزائرين والسياح، مما يجعل تحسين إدارتها واستثمارها ضرورة استراتيجية.

وتمتلك مصر 15 مطاراً دولياً، وكذلك مطاران محليان بحسب معطيات وزارة الطيران المدني. فيما تتولى الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية الحكومية استغلالها. حيث تسعى مصر وذلك عبر هذه الخطوة لتحسين إدارة المطارات وزيادة العائد منها خلال الفترة المقبلة بعد التعاقد مع الشركات التي ستتولى إدارتها بالكامل.

ولكن ستقوم مؤسسة التمويل الدولية بالدراسات اللازمة، وهذا قبل البدء في الخطوة، على أن يعقبها بعد هذا عمليات الطرح والدخول في مفاوضات مع الشركات الراغبة.

فيما تتوقع الحكومة المصرية وصول عدد السياح في نهاية العام الحالي إلى حوالي 15.3 مليون سائح وهو ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 5% بحسب ما قاله شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري.

تطرح هذه الخطوة تحديات، من بينها ضمان تحقيق التوازن بين الاستثمارات الخاصة ومصالح الدولة، والحفاظ على معايير السلامة والخدمات. ومع ذلك، فإنها تفتح الباب أمام فرص استثمارية واعدة للشركات المحلية والدولية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية، وتحسين تجربة المسافرين، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للنقل الجوي.