مدينة إيطالية تحظر الهدايا التذكارية لارتباطها بالمافيا

أجريجينتو، المدينة الإيطالية الساحرة الواقعة على الساحل الغربي لصقلية، تشتهر بتاريخها الغني ومواقعها الأثرية المذهلة. ومع ذلك، تواجه المدينة تحديات متعلقة بسمعتها بسبب الوجود المستمر للمافيا. في محاولة لتغيير هذا الواقع وتحسين صورتها العامة، اتخذت المدينة خطوة جريئة بحظر بيع الهدايا التذكارية المتعلقة بالمافيا بمتاجرها المحلية.حيث يعد هذا القرار جزءًا من جهود مكثفة لتعزيز الأمن وجذب السياح إلى معالمها الثقافية والتاريخية الشهيرة، مثل وادي المعابد.

منذ فترة طويلة، تعاني أجريجينتو من سمعة مرتبطة بنشاط المافيا في صقلية. وعلى الرغم من الجهود الأمنية المبذولة للقضاء على هذا الوجود، لا تزال المدينة تعاني من تأثيراته السلبية على سمعتها وجذب السياح. في خطوة جريئة لتحسين هذه الصورة، قرر العمدة حظر بيع الهدايا التذكارية المتعلقة بالمافيا، التي تحمل شعارات أو رسومات تشير إلى هذه المنظمة الإجرامية. 

ويأمل المسؤولون المحليون أن تسهم هذه الخطوة في تغيير الصورة السلبية التي تلتصق بالمدينة، وتعزز من جاذبيتها السياحية.

ولكن بالرغم من التراث الثقافي الموجود بها، فإنه لا تزال أجريجينتو مرتبطة بوجود عصابات المافيا، حيث تشارك في أنشطة غير قانونية مثل الابتزاز ولكن بغرض مكافحة هذه الصورة السلبية، قد حظر عمدة المدينة فرانشيسكو ميتشيتش بيع هذه البضائع المرتبطة بالمافيا في المدينة. حيث يسمح للشرطة بتفتيش المحلات التجارية وكذلك معاقبة أولئك الذين يضبطون وهم يبيعون مثل هذه السلع.

كما سبق وأن ندد البابا بوجود المافيا في عام 2018، وقد ناشد الشباب مقاومتها. حيث تم القبض على 5 أشخاص يزعم أنهم مرتبطون بالمافيا في المدينة وذلك بشهر يونيو.

يمثل حظر هذه الهدايا التذكارية جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز السياحة وتسليط الضوء على الجوانب الثقافية والتاريخية للمدينة. فبدلاً من التركيز على ارتباطها بالمافيا، ترغب أجريجينتو في أن تُعرف بأنها موطن لمواقع تاريخية متميزة، مثل وادي المعابد، الذي يُعد واحدًا من أهم المواقع الأثرية في العالم وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

تسعى أجريجينتو إلى تعزيز صورتها كمدينة تحتضن تراثاً غنياً وتاريخاً يمتد لآلاف السنين. وتعمل المدينة على استغلال هذه المعالم لجذب المزيد من السياح وإعادة بناء سمعتها بعيدًا عن أي ارتباطات سلبية.

لذا تعتبر أجريجينتو مثالاً للمدينة التي تسعى جاهدة لتغيير صورتها وتحسين سمعتها من خلال التركيز على تراثها الثقافي والتاريخي العريق. من خلال حظر بيع الهدايا التذكارية المتعلقة بالمافيا، تأمل المدينة في جذب المزيد من السياح الذين يرغبون في اكتشاف جمالها الطبيعي والتاريخي. ويمثل وادي المعابد رمزاً للأمل والطموح الجديد لهذه المدينة، التي ترغب في أن تعرف كموقع للسلام والثقافة بدلاً من الماضي المظلم.