ماذا يعني حظر السياحة في إسبانيا وما المناطق المتأثرة؟

في خطوة هامة تهدف إلى مواجهة تأثير السياحة الجماعية غير المنظمة على حياة السكان المحليين، دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ هذا الأسبوع في إسبانيا، حيث ستؤثر بشكل كبير على عدد أماكن الإيجار المتاحة للسياح في العديد من الوجهات الشهيرة. 

مع ارتفاع أعداد السياح في مدن مثل برشلونة وجزر الكناري، بدأت السلطات في اتخاذ إجراءات للحد من السياحة غير المنظمة، وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين. فما الذي يحدث بالضبط؟ وكيف يؤثر ذلك على السياح؟

وخلال هذه الأيام قد جرى فرض حد أقصى جديد على أماكن الإجازات بـ43 منطقة في جميع أنحاء ملقة، ما يعني عدم منح تراخيص جديدة للشقق السياحية لأكثر مناطق المدينة ازدحامًا حيث سوف يظل الحظر ساريًا لمدة ثلاث سنوات، ومن المتوقع تمديده.

كذلك قد قدمت أليكانتي حظرًا لمدة سنتين، ويشمل أماكن الإجازات الجديدة، والذي دخل حيز التنفيذ في شهر يناير. خلال الحظر، سوف يجري إغلاق بيوت العطلات التي لا تمتثل للأنظمة، والتي يقدر عددها بحوالي 3 آلاف منزلاً. وكانت مدريد نفذت حظراً على التراخيص الجديدة لإيجارات العطلات، بالصيف الماضي، ومن المقرر أن يستمر حتى عامنا الحالي، وقد امتدت هذه القيود منذ ذلك الحين لتحظر تمامًا الشقق السياحية من جميع المباني السكنية بالمركز التاريخي.

كما تعهدت إشبيلية في شهر أكتوبر، بتقييد التراخيص الجديدة لإيجارات العطلات، ما يعني أنه بجميع أحياء المدينة البالغ عددها 108 أحياء، لا يمكن أن تكون أكثر من 10% من العقارات شققًا سياحية. كما أعلنت برشلونة، وهي الوجهة الأكثر شعبية في إسبانيا للسياح الدوليين، عن حظر كامل على شقق العطلات، والتي يبلغ عددها حاليًا حوالي 10 آلاف - بحلول عام 2029.

وتسبب السياحة الجماعية غير المنظمة في العديد من المدن الإسبانية في مشكلات متعددة للسكان المحليين. من أبرز هذه المشكلات زيادة أسعار الإيجار بشكل كبير، حيث تتنافس الشركات السياحية على استئجار العقارات للأغراض السياحية، مما يؤدي إلى تقليص المعروض من أماكن الإقامة للمواطنين المحليين. كما أدت الزيادة الكبيرة في أعداد السياح إلى تأثيرات سلبية على جودة الحياة بشكل عام، مثل ازدحام الشوارع، وتلوث البيئة، وفقدان بعض المدن لجوها المحلي المميز.

تعتبر برشلونة وجزر الكناري من أبرز المناطق المتأثرة بهذا النمو الكبير في السياحة، حيث أصبحت الأماكن السياحية في هذه المدن أقل توفرًا للسكان، الأمر الذي دفع السلطات إلى التدخل لضمان استدامة العيش فيها للسكان المحليين.