ما هي أشهر احتفالات العام في أمريكا؟

تشتهر الولايات المتحدة الأمريكية بمجموعة متنوعة من الاحتفالات التي تعكس ثقافتها وتاريخها المتنوع، حيث تجذب هذه الفعاليات ملايين الأشخاص سنويًا من السكان المحليين والسياح على حد سواء. تمتد هذه المناسبات على مدار العام، من الأعياد الوطنية التي تحتفل بتاريخ البلاد إلى الفعاليات الثقافية التي تُبرز التنوع العرقي والديني داخل المجتمع الأمريكي. 

وبفضل الزخم الإعلامي الذي يرافق هذه الاحتفالات، أصبحت بعض هذه المناسبات ذات طابع عالمي، حيث يُتابعها الناس في مختلف الدول.

احتفالات وطنية تعكس الهوية الأمريكية

يُعد عيد الاستقلال الذي يُحتفل به في الرابع من يوليو أحد أبرز المناسبات الوطنية في الولايات المتحدة، حيث تمتلئ الشوارع بالعروض العسكرية والمواكب الاحتفالية وتُضاء السماء بعروض الألعاب النارية التي تُقام في المدن الكبرى مثل نيويورك وواشنطن العاصمة. كما يتجمع الأمريكيون في الحدائق والمنازل للاستمتاع بحفلات الشواء والموسيقى الوطنية، مما يجعل هذا اليوم فرصة لتعزيز روح الوطنية والانتماء. 

ومن المناسبات الوطنية المهمة أيضًا عيد الشكر، الذي يُقام في الخميس الرابع من شهر نوفمبر، حيث تُعتبر هذه المناسبة فرصة للعائلات والأصدقاء للتجمع حول مائدة غنية بالأطباق التقليدية، وأبرزها الديك الرومي. كما يُنظَّم موكب ضخم في مدينة نيويورك تحت رعاية متجر Macy’s، وهو حدث يُتابعه الملايين حول العالم.

احتفالات دينية واجتماعية تجمع العائلات

تحتفل الولايات المتحدة بعدد من المناسبات الدينية التي تحظى بشعبية كبيرة، ومن أبرزها عيد الميلاد الذي يُعتبر أحد أكثر الأعياد بهجة في العام، حيث تتزين الشوارع بالأضواء والأشجار المزخرفة، وتُقام أسواق الكريسماس في العديد من المدن الكبرى. يُعد تبادل الهدايا من العادات الأساسية لهذا العيد، إلى جانب تجمع العائلات حول وجبات دافئة وسط أجواء احتفالية مميزة.

 وعلى غرار ذلك، يُعتبر عيد الفصح من المناسبات المهمة، حيث يجتمع الأطفال للمشاركة في البحث عن بيض الشوكولاتة في الحدائق، بينما يحضر الكبار قدّاسات خاصة في الكنائس. من ناحية أخرى، يعكس عيد الهالوين في 31 أكتوبر الجانب المرح من الاحتفالات الأمريكية، إذ يرتدي الناس أزياء تنكرية مرعبة ويشاركون في جولات "الخداع أو الحلوى"، إلى جانب إقامة الحفلات والمسابقات التي تشمل تزيين اليقطين.

مهرجانات ثقافية تعكس التنوع الأمريكي

نظرًا للتنوع الثقافي الذي يميز المجتمع الأمريكي، تُقام العديد من المهرجانات التي تحتفي بجذور وأصول مختلف الفئات السكانية، حيث يُعد رأس السنة الصينية واحدًا من أبرز هذه الاحتفالات، خاصة في مدن مثل سان فرانسيسكو ونيويورك، حيث تخرج المواكب التي تضم التنانين الضخمة والموسيقى التقليدية، ويُشارك السكان في عروض الألعاب النارية.

 أما كرنفال الماردی غرا في نيو أورلينز، فهو يُعتبر مهرجانًا ملونًا يُجسد روح الثقافة الكريولية، حيث تمتزج العروض الفنية بالموسيقى والرقص في الشوارع، وسط أجواء من البهجة والاحتفالات الليلية الصاخبة. إلى جانب ذلك، يُعد يوم الهسبانيك الذي يُحتفل به في 15 أكتوبر مناسبة مهمة تُبرز دور الجالية اللاتينية في تشكيل الهوية الأمريكية، حيث تُنظم الفعاليات الثقافية والعروض الراقصة في العديد من المدن الكبرى.

تعد الاحتفالات الأمريكية انعكاسًا لتاريخها الغني وتنوعها الثقافي، حيث يجتمع السكان في مختلف المناسبات لتعزيز روح المجتمع والاحتفال بالقيم والتقاليد التي تميز كل فئة من فئات المجتمع الأمريكي. ومن خلال هذه الفعاليات، تُصبح الولايات المتحدة واحدة من أكثر الدول التي تتميز بأجواء احتفالية مستمرة على مدار العام.