لماذا شهد عام 2024 ازدحاما بغالبية مطارات العالم؟

  • تاريخ النشر: منذ 20 ساعة
لماذا شهد عام 2024 ازدحاما بغالبية مطارات العالم؟

شهدت مطارات العالم خلال عام 2024 ازدحامًا غير مسبوق، حيث ارتفعت أعداد المسافرين بشكل لافت، مما أدى إلى طوابير طويلة وتأخيرات متكررة وارتفاع الطلب على الرحلات الجوية. هذا الازدحام كان نتيجة لعوامل متعددة، منها تعافي قطاع السفر بعد فترة الركود، وعودة السياحة إلى مستوياتها القصوى، فضلًا عن تحديات تشغيلية واجهتها شركات الطيران والمطارات على حد سواء. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الازدحام العالمي في المطارات، وكيف أثر ذلك على تجربة المسافرين، والخطوات التي تم اتخاذها لتخفيف الضغط عن البنية التحتية الجوية.

الانتعاش القوي في قطاع السفر بعد الجائحة

بعد سنوات من التباطؤ في حركة الطيران بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا، شهد عام 2024 انتعاشًا قويًا في قطاع السفر الجوي، حيث عاد ملايين الأشخاص إلى السفر، سواء بغرض السياحة أو الأعمال. هذا الانتعاش كان مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها تخفيف القيود الصحية عالميًا، وعودة الفعاليات الكبرى مثل المؤتمرات والمعارض الرياضية، فضلًا عن زيادة الطلب على السفر الترفيهي لتعويض الفترات الطويلة التي قضتها الشعوب تحت قيود التنقل.

كما أن شركات الطيران، التي خفضت عملياتها خلال الجائحة، وجدت نفسها في مواجهة زيادة غير متوقعة في الطلب، مما أدى إلى نقص في عدد الطائرات المتاحة للرحلات ونقص في أفراد الطواقم الجوية. هذا الأمر تسبب في تأخيرات وإلغاء بعض الرحلات، الأمر الذي زاد من ازدحام المطارات نتيجة لاضطرار الركاب إلى إعادة جدولة رحلاتهم أو الانتظار لفترات طويلة.

نمو الاقتصاد العالمي وزيادة التنقل الدولي

إلى جانب التعافي من الجائحة، شهد عام 2024 طفرة في النشاط الاقتصادي العالمي، مما أدى إلى زيادة التنقل الدولي للأعمال والاستثمارات. الأسواق الناشئة عززت من تجارتها، وبدأت الشركات متعددة الجنسيات في توسيع نطاق عملياتها، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على السفر الجوي، سواء من قبل رجال الأعمال أو العاملين الذين يسافرون من أجل التوظيف أو المشاريع الجديدة.

من ناحية أخرى، أدى ارتفاع القوة الشرائية في بعض الدول إلى تزايد الإقبال على السفر بغرض الترفيه، حيث أصبحت بعض الوجهات السياحية، مثل دول الخليج وأوروبا الشرقية، أكثر جذبًا للسياح، مما زاد من كثافة الرحلات الجوية إليها. علاوة على ذلك، كانت هناك موجات متزايدة من الرحلات الدينية إلى أماكن مثل مكة المكرمة والفاتيكان، ما جعل بعض المطارات تواجه تدفقات غير مسبوقة من الزوار خلال مواسم معينة.

إضافة إلى ذلك، واجهت المطارات تحديات في التوسع السريع للبنية التحتية لاستيعاب التدفق الكبير للمسافرين. بعض المطارات لم تكن جاهزة تمامًا لاستقبال هذا العدد الهائل، ما أدى إلى ازدحام في مناطق تسجيل الدخول، نقاط التفتيش الأمنية، وصالات الانتظار. كما أن التأخيرات الناجمة عن أعمال صيانة المدارج أو مشاكل فنية في بعض الطائرات فاقمت من المشكلة، حيث أدت إلى تكدس الركاب وتأجيل مواعيد الإقلاع.

لمواجهة هذا الازدحام غير المتوقع، اضطرت العديد من المطارات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل زيادة عدد الرحلات الجوية، وتوسيع صالات الانتظار، وتعزيز فرق العمل في أقسام التفتيش والجوازات. بعض المطارات، مثل مطار هيثرو في لندن ومطار دبي الدولي، اعتمدت على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع إجراءات تسجيل الدخول، كما تم تعزيز خدمات السفر الذكي مثل تسجيل الوصول الذاتي والخدمات الرقمية لتحسين تجربة الركاب.

على الرغم من أن عام 2024 شهد أحد أكثر الفترات ازدحامًا في تاريخ الطيران، إلا أن بعض التوقعات تشير إلى أن هذا الازدحام قد يستمر لفترة، خاصة مع ازدياد الطلب على السفر واستمرار التطورات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية للمطارات، والتقدم في تقنيات السفر الذكي، قد يساهمان في التخفيف من حدة الازدحام في المستقبل. بالنسبة للمسافرين، من الأفضل دائمًا التخطيط المسبق للرحلات، وحجز التذاكر مبكرًا، والاستفادة من التقنيات الحديثة لتجنب فترات الانتظار الطويلة في المطارات.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم