كيف تعمل المطارات على تقليل الزحام بها؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 أكتوبر 2024
كيف تعمل المطارات على تقليل الزحام بها؟

تواجه المطارات في جميع أنحاء العالم تحديًا كبيرًا في التعامل مع الأعداد المتزايدة من المسافرين، خصوصًا مع تزايد الرحلات الدولية والإقليمية وتوسع السياحة والسفر. تقليل الازدحام ليس مجرد تحسين لتجربة المسافرين، بل هو أيضًا مسألة تتعلق بالكفاءة التشغيلية والأمان. لتحقيق هذا الهدف، تعتمد المطارات على استراتيجيات متعددة تشمل تحسين البنية التحتية، تطبيق التقنيات الحديثة، وتطوير السياسات التنظيمية.

تبدأ جهود تقليل الازدحام في المطارات بإعادة تصميم المرافق والبنية التحتية لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الركاب. يتمثل هذا في توسيع صالات المغادرة والوصول، وزيادة عدد البوابات ونقاط التفتيش الأمني. كما تعتمد بعض المطارات على إنشاء مناطق انتظار مخصصة بعيدًا عن مناطق الإنزال لتخفيف الضغط عند المداخل الرئيسية. على سبيل المثال، توفر بعض المطارات مواقف قصيرة الأجل أو مواقف مؤقتة بالقرب من المطار حيث يمكن للسائقين انتظار المسافرين قبل التوجه إلى منطقة الاستقبال، مما يقلل من الازدحام أمام صالات الوصول. كذلك، تساعد المساحات المفتوحة والأماكن متعددة الاستخدامات داخل المطارات على توزيع حركة المسافرين وتقليل التجمع في منطقة واحدة، ما يسهم في خلق تجربة مريحة وأكثر تنظيما.

تطبيق التقنيات الذكية لتسريع الإجراءات

تلعب التكنولوجيا الحديثة دورًا حيويًا في إدارة تدفق المسافرين بكفاءة عالية. تعتمد المطارات الذكية على أنظمة تسجيل الوصول الذاتي وأجهزة المسح الضوئي الإلكترونية لجوازات السفر، مما يقلل من الحاجة إلى الانتظار في طوابير طويلة عند الكاونترات. كذلك، تستخدم بعض المطارات الذكاء الاصطناعي لتوقع الأوقات التي تشهد ازدحامًا كبيرًا واتخاذ إجراءات استباقية لتفادي الاختناقات. من بين الحلول المتقدمة أيضًا اعتماد بوابات إلكترونية تعمل بتقنية التعرف على الوجه في صالات المغادرة، مما يقلل من زمن العبور ويُسرع عمليات الصعود إلى الطائرة. علاوة على ذلك، توفر بعض المطارات تطبيقات مخصصة للمسافرين تتيح لهم معرفة الأوقات المناسبة للوصول وتحديثات حول الرحلات والإجراءات، مما يُحسن التنسيق بين الركاب ويقلل التزاحم في أوقات الذروة.

تطوير السياسات التنظيمية وتحسين حركة المرور خارج المطار

لا تقتصر جهود تقليل الازدحام على داخل المبنى فقط، بل تشمل أيضًا السياسات التي تنظم حركة المرور في المناطق المحيطة بالمطار. تعتمد بعض المطارات على فرض رسوم على السيارات التي تتوقف لفترة طويلة في مناطق الإنزال أو المغادرة، أو تحدد فترات زمنية قصيرة، كما هو الحال في مطار دنيدن في نيوزيلندا الذي قيد مدة العناق بثلاث دقائق لتجنب التوقفات الطويلة. بالإضافة إلى ذلك، توفر المطارات وسائل نقل بديلة ومريحة مثل القطارات والحافلات المخصصة لنقل الركاب من وإلى المطار، مما يخفف الضغط عن مواقف السيارات. تعزيز استخدام وسائل النقل العامة ليس فقط يسهم في تخفيف الازدحام المروري، بل يقلل أيضًا من البصمة الكربونية للمطار، مما يعزز استدامته البيئية. أخيرًا، تتعاون بعض المطارات مع شركات الطيران لتوزيع الرحلات بشكل أكثر توازنًا خلال ساعات النهار، مما يقلل من تكدس المسافرين في أوقات الذروة ويوفر تجربة سفر أكثر انسيابية.

تعتمد المطارات على مزيج من التخطيط الفعّال، الابتكار التقني، وتطوير السياسات لتحقيق هدفها في تقليل الازدحام وتوفير تجربة سفر مريحة وآمنة. ومع استمرار زيادة أعداد المسافرين في المستقبل، سيكون على المطارات مواصلة البحث عن حلول إبداعية وفعالة لضمان بقاء رحلات السفر تجربة سلسة وخالية من التوتر.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم