كيف تتسبب الطيور في حوادث الطائرات؟

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام
كيف تتسبب الطيور في حوادث الطائرات؟

على الرغم من التقدم الهائل في تقنيات الطيران وسلامة الطائرات، إلا أن الطيور ما زالت تشكل تهديدًا جديًا للطيران المدني والعسكري على حد سواء. تُعد حوادث اصطدام الطيور بالطائرات من المخاطر المتكررة، خاصة أثناء الإقلاع أو الهبوط عندما تكون الطائرة على ارتفاع منخفض. هذه الاصطدامات قد تسبب أضرارًا بالغة للمحركات والأجنحة، مما قد يؤدي إلى تعطل الطائرة أو تحطمها في حالات نادرة. المشكلة ليست جديدة، لكنها مستمرة نتيجة للطبيعة المتنقلة للطيور ووجود المطارات بالقرب من المناطق البيئية المفتوحة.

كيف يحدث الاصطدام وأثره على الطائرات؟

غالبية الاصطدامات تحدث عندما تطير الطيور بالقرب من مسارات الطيران، خاصةً في محيط المطارات. عند اصطدام الطيور بمحركات الطائرات النفاثة، قد يتم امتصاصها داخل المحرك، مما يؤدي إلى تعطله أو احتراقه. هذه الظاهرة، المعروفة باسم "اصطدام الطيور بمحركات النفاثة"، قد تسبب أضرارًا مادية كبيرة وأحيانًا تؤدي إلى هبوط اضطراري للطائرة.

الأثر يعتمد على حجم الطائر وسرعة الطائرة. الطيور الصغيرة قد تسبب خدوشًا أو كسورًا طفيفة في الهيكل الخارجي، بينما الطيور الكبيرة مثل الإوز قد تؤدي إلى تعطيل كامل للمحرك. يُعتبر الاصطدام بخمس أو ستة طيور كبيرة في وقت واحد من أخطر السيناريوهات، إذ يمكن أن يؤثر على توازن الطائرة وقدرة الطيار على التحكم بها.

تسعى المطارات وشركات الطيران إلى تقليل حوادث اصطدام الطيور عبر استخدام تقنيات حديثة وإجراءات وقائية. تشمل هذه الإجراءات استخدام أنظمة الرادار لرصد حركة الطيور بالقرب من المطارات وتنفيذ تقنيات الإزعاج الصوتي لإبعادها عن مسارات الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، يتم تصميم المطارات الحديثة لتقليل جاذبيتها للطيور، مثل تقليل المسطحات المائية والمساحات الخضراء المحيطة.

على مستوى التصميم الهندسي، تطورت تقنيات تصنيع الطائرات لتتحمل الاصطدامات بدرجة أكبر، حيث تُصنع المحركات والأجنحة من مواد قوية قادرة على تقليل الأضرار الناتجة عن الاصطدام. ومع ذلك، تظل الوقاية عبر المراقبة البيئية وإدارة الحياة البرية هي الحل الأمثل.

رغم الجهود المبذولة، تظل حوادث اصطدام الطيور بالطائرات تحديًا مستمرًا يتطلب تعاونًا دوليًا بين شركات الطيران، المطارات، والجهات البيئية. هذه الحوادث ليست مجرد مشكلة فنية؛ بل هي قضية تؤثر على سلامة الركاب والطواقم. بفضل التقدم التكنولوجي والإجراءات الوقائية، يتم تقليل المخاطر تدريجيًا، لكن يبقى إدراكنا للطبيعة المحيطة واحترامنا لتوازنها جزءًا أساسيًا من الحل.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم