عمان كما لم تعرفها من قبل: جولة في الأزقة والأسواق القديمة

تعد سلطنة عُمان واحدة من أكثر الوجهات السياحية سحرًا في الخليج العربي، حيث تمتزج التقاليد العريقة مع الجمال الطبيعي في تناغم فريد. بعيدًا عن الحداثة التي تجتاح المدن الكبرى، تحتفظ الأزقة القديمة والأسواق التقليدية في عُمان بجوهرها التاريخي، مما يمنح الزوار فرصة للغوص في عالم يعج بالحكايات والروائح والألوان. 

فمن مدينة مسقط إلى نزوى وصحار، تقدم هذه الأماكن رحلة عبر الزمن، حيث يمكن للزائر أن يستشعر عبق الماضي ويتعرف على الحرف اليدوية التي ظلت حية لمئات السنين.

الأزقة الضيقة.. بوابة إلى التاريخ

عند المشي في الأزقة القديمة لعُمان، سواء في مسقط أو المدن الداخلية، يشعر الزائر وكأنه انتقل إلى عصر آخر. البيوت الطينية ذات الأبواب الخشبية المزخرفة تروي قصص الأجداد الذين عاشوا هنا، بينما توفر الممرات الضيقة مشهدًا ساحرًا يعكس طبيعة العمارة العُمانية التقليدية. يمكن للزائر التجول في أحياء مثل مطرح، حيث تحيط به الجدران البيضاء المزينة بنقوش هندسية، وتتصاعد رائحة اللبان من المحلات الصغيرة التي تبيع البخور والمنتجات العطرية التقليدية. الأزقة هنا ليست مجرد ممرات، بل نافذة على نمط حياة ظل صامدًا رغم تغيرات الزمن.

الأسواق القديمة.. كنوز مخفية

تعتبر الأسواق التقليدية في عُمان القلب النابض للثقافة والتجارة، حيث تعرض المنتجات المحلية التي تعكس التراث العُماني الغني. سوق مطرح في مسقط هو واحد من أقدم الأسواق في المنطقة، حيث تصطف المحلات الصغيرة التي تبيع السجاد العُماني، والخناجر الفضية المنحوتة بعناية، والتحف النحاسية التي تعكس مهارة الحرفيين المحليين. في نزوى، يجد الزائر سوقًا تاريخيًا آخر يشتهر بالمزاد الأسبوعي للماشية، وهو تقليد استمر لقرون. التجول في هذه الأسواق لا يقتصر على التسوق فقط، بل هو تجربة ثقافية تكشف عن تفاصيل الحياة اليومية للسكان المحليين.

إحدى أبرز ما يميز زيارة الأزقة والأسواق القديمة في عُمان هو كرم الضيافة الذي يقدمه السكان المحليون. فلا يمر الزائر دون أن يتلقى دعوة لتذوق القهوة العُمانية التقليدية المصحوبة بالتمر، أو الاستماع إلى القصص الشعبية التي تحكي عن أمجاد الماضي. هنا، يعيش المسافر تجربة استثنائية، حيث يكتشف الجمال في التفاصيل البسيطة، ويعود بذكريات تخلد في الذاكرة عن بلد يجمع بين الأصالة والحداثة بتناغم مذهل.