زنجبار العربية: رحلة إلى جزيرة سقطرى اليمنية
- تاريخ النشر: منذ 3 أيام

في قلب المحيط الهندي، وعلى بعد 380 كيلومترًا من سواحل اليمن، تقع جزيرة سقطرى التي تُعرف بـ"جوهرة المحيط الهندي" و"زنجبار العربية"، حيث تلتقي الطبيعة البكر مع التكوينات الجيولوجية الفريدة التي تجعلها واحدة من أكثر الأماكن غرابة على وجه الأرض. تتميز سقطرى بتنوعها البيولوجي الفريد، فهي موطن لأنواع نادرة من النباتات والحيوانات التي لا توجد في أي مكان آخر، مما جعلها تُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو. هذه الجزيرة، التي تبدو وكأنها جزء من كوكب آخر، توفر تجربة سفر لا مثيل لها لعشاق الطبيعة والمغامرة.
أشجار دم الأخوين: أيقونة الجزيرة الطبيعية
أبرز ما يميز سقطرى هو غابات أشجار دم الأخوين، التي تبدو وكأنها مقلوبة رأسًا على عقب، حيث تمتد أغصانها الكثيفة إلى الأعلى على شكل مظلة. هذه الأشجار الفريدة، التي تعود إلى ملايين السنين، تفرز عصارة حمراء تُشبه الدم، وكانت تُستخدم في العصور القديمة لأغراض علاجية وصبغية. المشي وسط هذه الأشجار، خاصة في مناطق مثل محمية دكسام، يمنح الزائر إحساسًا بالسير في عالم من العصور الجيولوجية القديمة، حيث لا تزال الطبيعة تحتفظ بأسرارها بعيدًا عن التأثير البشري.
الكهوف والشواطئ الخلابة: مغامرات في عالم غير مكتشف
لا تقتصر غرابة سقطرى على غاباتها، بل تمتد إلى الكهوف العميقة مثل كهف هوك الذي يمتد لمسافات طويلة داخل الجبال، ويضم تشكيلات صخرية مذهلة. يُعد استكشاف الكهوف تجربة رائعة لمحبي المغامرات، حيث يمكن رؤية النقوش القديمة والرسومات التي تعود إلى الحضارات التي مرت على الجزيرة. أما عشاق الشواطئ، فسيجدون في شاطئ قلنسية وشاطئ أرسيل مشاهد خيالية من الرمال البيضاء والمياه الفيروزية النقية، حيث تعيش سلاحف البحر والدلافين في بيئة محمية بعيدًا عن التدخل البشري.
تضم سقطرى تنوعًا بيولوجيًا فريدًا، حيث تعيش فيها حيوانات نادرة مثل طائر السقطري الأزرق، والثعلب السقطري، إلى جانب أكثر من 700 نوع من النباتات، 30% منها لا توجد في أي مكان آخر. كما تحتفظ الجزيرة بثقافة محلية غنية، حيث يعيش سكانها حياة بسيطة متكاملة مع الطبيعة، ويتحدثون بلهجة قديمة متأثرة باللغات السامية. يمكن للزوار تجربة الضيافة من خلال الإقامة في البيوت التقليدية، وتذوق المأكولات المحلية مثل العسل السقطري الشهير، والذي يُعتبر من أنقى أنواع العسل في العالم.
تعد جزيرة سقطرى وجهة مثالية لمن يبحث عن تجربة استثنائية، بعيدًا عن الوجهات السياحية التقليدية، حيث تتيح فرصة استكشاف طبيعة لم تمسسها يد الإنسان، والتعرف على ثقافة فريدة، والاستمتاع بأجواء من العزلة والسكينة وسط مشاهد طبيعية لم يسبق لها مثيل.