رسم الخرائط القديمة: رحلات تتبع خرافات جغرافية غامضة
- تاريخ النشر: منذ 4 أيام

لطالما كانت الخرائط القديمة مرآةً تعكس فهم البشرية للعالم، ممتزجةً بالمعرفة والأساطير. في العصور الوسطى، اعتمد رسامو الخرائط على روايات المسافرين والتجار، مما أدى إلى تضمين مواقع غامضة وأحيانًا خيالية في خرائطهم. على سبيل المثال، خريطة فرا ماورو، التي رسمها الراهب الفينيسي في القرن الخامس عشر، تضمنت مملكة "ثارس" التي يُعتقد أنها موطن "ممارسي السحر" وتقع بين الصين ومنغوليا.
من بين الخرائط المثيرة للجدل، تبرز خريطة بيري ريس، التي اكتُشفت عام 1929 في قصر طوب قابي بإسطنبول. رُسمت هذه الخريطة عام 1513 على جلد غزال، وتُظهر بدقة سواحل غرب أفريقيا وشرق أمريكا الجنوبية، مما يعكس مهارات الملاحة المتقدمة للبحارة العثمانيين في ذلك الوقت.
الجزر الوهمية كانت أيضًا جزءًا من الخرائط القديمة. جزيرة "باس"، على سبيل المثال، زُعم اكتشافها بين إيرلندا وجزيرة "فرايسلاند" (التي تبيّن لاحقًا أنها غير موجودة أيضًا). على الرغم من الادعاءات المتعددة بوجودها، فشلت الرحلات الاستكشافية في العثور عليها، مما أدى إلى إزالتها من الخرائط في القرن التاسع عشر.
الخرائط القديمة لم تكن مجرد أدوات للملاحة، بل كانت تعبيرًا عن تصورات البشر للعالم، حيث امتزجت الحقائق بالأساطير، مما أضفى عليها طابعًا فريدًا يستحق الاستكشاف والتأمل.