حلب تنهض من جديد: كيف تستكشف مدينة عريقة تتعافى؟
- تاريخ النشر: الجمعة، 14 فبراير 2025

تعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وقد شهدت عبر تاريخها الطويل أحداثًا غيرت معالمها لكنها حافظت على روحها الأصيلة. اليوم، وبعد سنوات من التحديات، تعود حلب إلى الحياة، مستعيدةً مجدها شيئًا فشيئًا، حيث يمكن للزائر أن يكتشف مدينة تنبض بالتاريخ والثقافة، وتقدم تجربة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر في مشهد من التعافي والأمل.
أسواق حلب القديمة: قلب المدينة النابض بالحياة
لطالما كانت الأسواق التاريخية في حلب مركزًا للتجارة والثقافة، واليوم تعود هذه الأسواق تدريجيًا إلى نشاطها، محتفظةً برونقها التقليدي وسحرها الفريد.
المشي في سوق المدينة القديم هو تجربة غامرة تأخذ الزائر عبر الأزقة الضيقة المليئة بالمحلات التي تعرض الصناعات اليدوية والمجوهرات الشرقية والعطور الفريدة. وبينما تفوح رائحة التوابل والقهوة الطازجة، يمكن سماع أصوات الباعة وهم يعرضون بضائعهم بأسلوب حلب الأصيل. وعلى الرغم من الترميمات الجارية، لا يزال المكان ينبض بروح الماضي ويعكس صمود الحرفيين والتجار الذين حافظوا على مهنتهم رغم التحديات.
قلعة حلب: رمز الصمود والشموخ
تقف قلعة حلب شامخة فوق المدينة، شاهدة على قرون من التاريخ والحضارة، وهي اليوم من أبرز معالم التعافي في المدينة.
عند الصعود إلى القلعة، يمر الزائر عبر الجسر الحجري المؤدي إلى بوابتها العريقة، حيث يمكنه استكشاف الأبراج والأسوار التي شهدت معارك وحضارات متعاقبة. ومن أعلى القلعة، تمتد إطلالة بانورامية على المدينة، حيث تتجلى معالم حلب القديمة والجديدة معًا، مما يمنح الزائر فرصة لرؤية كيف تعود الحياة تدريجيًا إلى شوارعها وأحيائها.
لطالما اشتهرت حلب بمطبخها العريق، واليوم تستعيد مطاعمها ومقاهيها مكانتها، حيث يمكن للزوار تذوق الأطباق الحلبية التقليدية في أجواء دافئة تعبق برائحة التاريخ.
من الكباب الحلبي الشهير إلى أطباق الفتة والكبة بأنواعها، تقدم المطاعم المحلية تجربة مميزة لعشاق المأكولات الشرقية. أما المقاهي القديمة، فقد بدأت تفتح أبوابها مجددًا، حيث يمكن للزائر احتساء القهوة الحلبية والاستمتاع بالموسيقى التقليدية في أجواء تعكس روح المدينة العريقة.
مع عودة الأسواق، وازدهار المطاعم، واستمرار ترميم المعالم التاريخية، تثبت حلب أنها مدينة لا تنكسر. وبزيارتها اليوم، لا يكتشف السائح مجرد أطلال الماضي، بل يرى بأم عينيه كيف تنهض هذه المدينة العريقة، محتفظة بروحها التي لا تموت، ومرحبة بكل من يأتي لاستكشاف سحرها الخالد.