حرب الطماطم: الاحتفال بمهرجان لا توماتينا الإسباني

  • تاريخ النشر: الجمعة، 23 أغسطس 2024 آخر تحديث: الإثنين، 26 أغسطس 2024
حرب الطماطم: الاحتفال بمهرجان لا توماتينا الإسباني

يعتبر مهرجان "لا توماتينا" أحد أشهر الفعاليات في إسبانيا، وهو حدث سنوي يقام في بلدة بونيول الصغيرة بالقرب من مدينة فالنسيا. يُقام هذا المهرجان كل عام، ويجذب الآلاف من المشاركين من جميع أنحاء العالم الذين يأتون للاحتفال بطريقة فريدة من نوعها، حيث تتحول شوارع البلدة إلى ساحة معركة من الطماطم.

بدأ مهرجان "لا توماتينا" في الأربعينيات من القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1945، عندما نشب شجار عفوي بين مجموعة من الشباب خلال أحد المهرجانات المحلية. وفي محاولة لإضفاء جو من المرح، بدأ المشاركون برمي الطماطم على بعضهم البعض. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الحدث تقليدًا سنويًا، وتحول إلى مهرجان رسمي في عام 1957، حيث بدأت السلطات المحلية بتنظيمه بشكل أكبر، ليصبح اليوم واحدًا من أشهر المهرجانات في العالم.

في يوم المهرجان، يبدأ الحدث عادة في ساعات الصباح الباكر، حيث يتجمع المشاركون في شوارع بونيول الضيقة استعدادًا للمعركة. عند دقات الساعة 11 صباحًا، تبدأ شاحنات محملة بأطنان من الطماطم بالوصول إلى الساحة الرئيسية، لتبدأ بعدها "معركة الطماطم" التي تستمر لمدة ساعة تقريبًا. يتم خلال هذه الفترة إلقاء آلاف الكيلوجرامات من الطماطم على المشاركين، مما يحول الشوارع إلى بحيرة حمراء من عصير الطماطم.

على الرغم من أن المهرجان يبدو فوضويًا، إلا أنه توجد قواعد تحكم هذه المعركة الفريدة. يُنصح المشاركون بسحق الطماطم بأيديهم قبل رميها لتجنب الإصابة، كما يُحظر استخدام أي شيء آخر غير الطماطم كأداة للرمي. وبمجرد انتهاء المعركة، يُغسل المشاركون بالمياه التي توفرها البلدية، ويعود الشارع إلى حالته الطبيعية بفضل جهود التنظيف المنظمة.

يعتبر مهرجان "لا توماتينا" فرصة رائعة للسياح لتجربة جزء من الثقافة الإسبانية بطريقة ممتعة ومليئة بالإثارة. تكتظ بلدة بونيول خلال هذا اليوم بالزوار الذين يأتون للاستمتاع بالمهرجان وأجوائه الاحتفالية، إلى جانب استكشاف جمال البلدة ومحيطها. وبفضل الشهرة العالمية للمهرجان، أصبح "لا توماتينا" جزءًا لا يتجزأ من تجربة السفر إلى إسبانيا.

إن مهرجان "لا توماتينا" ليس مجرد معركة طماطم، بل هو احتفال بالمرح والحياة، يجمع الناس من مختلف الجنسيات والثقافات ليشاركوا في تجربة فريدة من نوعها. حيث تتحول شوارع بونيول إلى مسرح مفتوح للبهجة والتسلية، ليظل هذا المهرجان رمزًا للعفوية والاحتفال بالحياة في إسبانيا.
 

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم