ثقافة دفع الإكراميات حول العالم

  • تاريخ النشر: الخميس، 08 أغسطس 2024
ثقافة دفع الإكراميات حول العالم

دفع الإكراميات أو "البقشيش" هو ممارسة عالمية تختلف بشكل كبير من بلد لآخر. تتراوح هذه الممارسة بين كونها إلزامية في بعض الدول إلى كونها غير مطلوبة أو حتى مهينة في دول أخرى. تُعتبر الإكراميات تعبيرًا عن الرضا عن الخدمة، ولكن طرق تطبيقها ونسبتها تختلف بناءً على التقاليد الثقافية والاقتصادية. في هذا المقال، سنستعرض ثقافة دفع الإكراميات في ثلاث مناطق رئيسية حول العالم، وهي أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، لفهم الفروق الثقافية وكيفية التعامل معها عند السفر.

أمريكا الشمالية: إكراميات سخية وأحيانًا إلزامية

في الولايات المتحدة وكندا، تعتبر الإكراميات جزءًا لا يتجزأ من تكلفة الخدمات في قطاعات مثل المطاعم، والفنادق، وخدمات النقل. في الولايات المتحدة تحديدًا، يُتوقع من الزبائن دفع إكرامية تتراوح بين 15% إلى 20% من قيمة الفاتورة في المطاعم. السبب الرئيسي وراء هذه النسب العالية يعود إلى أن العديد من العاملين في هذا القطاع يعتمدون بشكل كبير على الإكراميات كجزء رئيسي من دخلهم، حيث تكون أجورهم الأساسية منخفضة.

الإكراميات لا تقتصر على المطاعم فحسب، بل تشمل أيضًا خدمات التوصيل، والحلاقة، والمنتجعات الصحية، وحتى خدمات النقل مثل سيارات الأجرة. في بعض الحالات، يتم تضمين الإكرامية في الفاتورة تلقائيًا، خاصة للمجموعات الكبيرة. تجاهل دفع الإكرامية أو دفع نسبة أقل قد يُعتبر تصرفًا غير لائق، ويعكس قلة التقدير للخدمة المقدمة.

أوروبا: تباين في الممارسات وفقًا للبلد

في أوروبا، تختلف ممارسات دفع الإكراميات من بلد لآخر. في دول مثل فرنسا وإيطاليا، غالبًا ما تكون الخدمة مشمولة ضمن الفاتورة، ويُشار إليها بـ"سيرفيس كومبري" (Service compris). ومع ذلك، يُفضل الزبائن إضافة مبلغ صغير كتقدير إضافي للخدمة إذا كانت مرضية. في فرنسا، على سبيل المثال، قد يترك الزبائن بضعة يوروهات على الطاولة بعد دفع الفاتورة، بينما في إيطاليا، يُفضل ترك إكرامية بسيطة كاليورو الواحد أو اثنين.

في بريطانيا، يُتوقع من الزبائن ترك إكرامية تتراوح بين 10% إلى 15%، وخاصة في المطاعم، إذا لم تكن الخدمة مشمولة في الفاتورة. في المقابل، في الدول الإسكندنافية، مثل السويد والنرويج، نادرًا ما تكون الإكراميات جزءًا من الثقافة اليومية، حيث يتقاضى العاملون أجورًا تكفيهم دون الاعتماد على الإكراميات.

آسيا: تقاليد مختلفة وتأثير السياحة

في آسيا، تختلف ثقافة دفع الإكراميات بشكل كبير. في اليابان، على سبيل المثال، تُعتبر الإكراميات تصرفًا غير مألوف، بل وقد يُعتبر مهينًا في بعض الأحيان. الخدمة الجيدة في اليابان متوقعة كجزء من العمل، ويُعتقد أن دفع إكرامية قد يشير إلى أن الموظف بحاجة إلى تشجيع مالي لتقديم خدمة جيدة. وبالتالي، يُنصح المسافرون بتجنب تقديم إكراميات في اليابان.

في الصين، كانت الإكراميات غير معروفة إلى حد كبير حتى وقت قريب، لكن مع زيادة السياحة الدولية، أصبحت مقبولة في بعض القطاعات مثل الفنادق الفاخرة. ومع ذلك، فهي ليست متوقعة كما في الدول الغربية.

في المقابل، في دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وإندونيسيا، تُعد الإكراميات ممارسة شائعة ولكنها ليست إلزامية. يترك الزبائن عادةً إكرامية صغيرة تتراوح بين 5% إلى 10% إذا كانوا راضين عن الخدمة. في الهند، تُعتبر الإكراميات جزءًا من الثقافة اليومية، حيث يُتوقع من الزبائن ترك إكرامية بسيطة في المطاعم والفنادق، مع العلم أن بعض الأماكن قد تضيف رسوم خدمة إلى الفاتورة.

ثقافة دفع الإكراميات تعكس التنوع الكبير في الممارسات الاجتماعية والاقتصادية حول العالم. من الأهمية بمكان أن يكون المسافرون على دراية بالعادات المحلية المتعلقة بالإكراميات عند زيارة دول مختلفة، لتجنب أي مواقف غير مريحة أو إساءة فهم. فهم هذه العادات يساعد في تعزيز تجربة السفر ويضمن احترام التقاليد الثقافية المختلفة. سواء كنت تسافر إلى أمريكا الشمالية، أو أوروبا، أو آسيا، فإن التعرف على ثقافة الإكراميات المحلية سيساعدك في التفاعل بشكل أكثر سلاسة مع مقدمي الخدمات في وجهتك السياحية.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم