باريس الشرق: تفاصيل تكليف كيان مختص لتطوير القاهرة الخديوية

في خطوة هامة نحو إحياء أحد أبرز معالم التاريخ المصري، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، مساء الأحد اجتماعًا مهمًا لمناقشة المقترحات والأطروحات المتعلقة بإعداد رؤية شاملة لإدارة وتشغيل منطقة القاهرة الخديوية. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الحكومة المصرية لإعادة إحياء هذه المنطقة التاريخية لتكون وجهة سياحية وتجارية بارزة، مع الحفاظ على طابعها التاريخي العريق.

تعد القاهرة الخديوية واحدة من أهم المناطق التي تحمل في طياتها تاريخًا ثقافيًا ومعماريًا غنيًا. فهي منطقة تشهد على الحقبة الخديوية التي كانت تتمتع فيها مصر بالازدهار الاقتصادي والمعماري في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. 
وتضم العديد من المعالم المعمارية المميزة مثل ميدان التحرير، شارع عدلي، وميدان سيمينار، بالإضافة إلى العديد من الأبنية التي تمثل الطراز المعماري الفريد الذي يمزج بين الأنماط الأوروبية والتقاليد المحلية.

يأتي ذلك ضمن خارطة الطريق لإعداد الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية، وهو ما تتضمنه من وضع الإطار المؤسسي لإدارة الأصول بالقاهرة الخديوية، لذا فإن الفكرة المقترحة في هذا الصدد تعتمد بالمقام الأول على إدارة جذب الاستثمار، وذلك من خلال إنشاء كيان إداري، يستهدف تحسين بيئة الاستثمار بهذه المنطقة.

حيث يوجد اهتمام كبير بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، وخاصة بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك على غرار تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية، وعمدت إلى تكليف "كيان" مستقل لإدارة هذه المناطق، لذلك فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة بهدف الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها.

ومع مرور الوقت، تعرضت هذه المنطقة لعدد من التحديات التي أثرت على جمالها، وأدى إلى تدهور بعض مبانيها. لذلك، فإن مشروع إعادة إحيائها يمثل خطوة هامة للحفاظ على التراث المعماري والتاريخي للمدينة، بالإضافة إلى تنشيط حركة السياحة والاقتصاد المحلي.

في هذا الاجتماع، تم الاتفاق على تكليف كيان مختص بإدارة وتشغيل منطقة القاهرة الخديوية بعد إعادة إحيائها. يهدف هذا الكيان إلى ضمان استغلال المنطقة بأفضل شكل ممكن، سواء من حيث تحسين البنية التحتية، أو من خلال إدارة الفضاءات التجارية والسياحية بشكل يتماشى مع الطابع التاريخي للمنطقة.