الملوخية: طبق مصري أصيل كان يعشقه الملوك

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 مارس 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 16 أكتوبر 2024
الملوخية: طبق مصري أصيل كان يعشقه الملوك

من أهم وأشهى الأطباق على المائدة المصرية، يتناولها المصريون مع الخبز أو الأرز، ويمتد تاريخها لسنين طويلة بدأت من قصور الملوك حتى وصلت إلى كل بيت في مصر، إنها الملوخية.

في حلقة اليوم من برنامج "مأكولات حول العالم"، نروي لكم حكاية طبق "الملوخية".

أصل تسمية الملوخية

الملوخية جنس من البناتات الزهرية، يُزرع من أجل استخدام أوراقه، وهناك روايتان حول سبب تسميتها بهذا الاسم، وتقول الرواية الأولى إن قدماء المصريين هم أول من عرفوا الملوخية بعد أن وجدوا أوراقها تنمو على ضفاف النيل، لكنهم اعتقدوا أنه نبات سام وكانوا يسمونه "خيّة"، وعندما احتل الهكسوس مصر أجبروا المصريين على تناولها، وكانوا يقولون لهم "ملو- خية"، أي "كلوا خية"، عندها اكتشاف المصريين أن هذا النبات غير سام ويصلح للأكل.

أما الرواية الثانية فتُرجع الملوخية إلى عهد الفاطميين في مصر، حيث كان الحاكم الفاطمي المعز لدين الله يعاني من آلام شديدة في المعدة، فوصف له الأطباء الملوخية علاجاً، وعندما راقت له أراد أن يحصر تناول هذه النبتة عليه وعلى حاشيته، فأطلق عليها "ملوكية"، أي أنها أكلة الملوك فقط.

وعندما جاء الحاكم بأمر الله لحكم مصر، أحب "الملوكية" حباً شديداً، حينها كان المصريون قد سمعوا عن هذا الطبق الملوكي وتطلعوا إلى تناوله، فأشاع الحاكم بأمر الله أن هذا النبات سام حتى يبتعد عن تناوله عامة الشعب.

طريقة إعداد الملوخية

هناك العديد من الطرق لإعداد طبق الملوخية، ففي دلتا مصر والعاصمة القاهرة، يفضلون الملوخية الخضراء، التي يتم فرمها بأداة تُسمى "مِخرطة"، ثم تُضاف إلى شوربة الدجاج أو اللحم.

أما في صعيد مصر والواحات، فيفضلون الملوخية المجففة، حيث يتم تجفيف الأوراق بتركها في مكان مشمس ثم فركها، لتُطهى بإضافتها إلى المرق أو عصير الطماطم، والبعض يحضرها دون تسخين ويضيف إليها كميات كبيرة من الشطة ويطلقون عليها "الشلولو".

وفي النوبة، تطبخ أوراق الملوخية بدون فرم أو فرك، ويُضاف إليها البامية المجففة المفروكة.

شهقة الملوخية

من التقاليد المصرية التي لا تزال متداولة حتى يومنا هذا، ما يُعرف بـ"شهقة الملوخية"، وهي عبارة عن صوت يشبه صوت المفاجأة، تصدره السيدة التي تطهو عند إضافة الثوم المهروس الذي تم تحميره في السمن إلى الملوخية، ووراء هذا التقاليد روايات.

ويقال إن الحاكم بأمر الله كان يُشرف على طباخه وهو يُعد له وجبته المفضلة، لكنها سقطت ساخنة على قدميه، فغضب الحاكم وأصدر شهقة بصوت عالٍ.

وهناك رواية أخرى تقول إنه عندما أجاز الحاكم بأمر الله تناول الملوخية لعامة الشعب، أضافوا إليها لمساتهم الخاصة ومنها "تقلية الثوم"، وكانت هناك فتاة لا تجيد الطبخ، وذات مرة كانت تحضر الملوخية، وعند إضافة "التقلية" اهتزت يدها وكادت تُسقط الملوخية ساخنة عليها، فشهقت، وفي ذلك اليوم كان الطعام لذيذاً، فربطت الشهقة بجودة طعم الملوخية.

وفي رواية ثالثة، كان المطبخ المصري القديم لا يضم "البوتاجاز" المعاصر، وكانت السيدة المصرية تجلس أمام مجموعة من الحطب المشتعل وتضع عليه أوانيها لتطبخ، وكانت الطيور والحيوانات التي تربيها في المنزل تلتف حولها، وعند إسقاط "التقلية" في الملوخية، تصدر صوت شهيق عالٍ حتى تنصر الحيوانات والطيور من حولها حتى لا يصيبهم أذى. 

وأياً كان السر، تبقى الملوخية طبق مصري أصيل، وشهقتها تقليد مميز لا يزال قائماً إلى عصرنا الحالي.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم