العواصم العربية تستعد لاستقبال شهر رمضان

  • تاريخ النشر: السبت، 15 فبراير 2025
العواصم العربية تستعد لاستقبال شهر رمضان

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تعيش العواصم العربية أجواءً روحانية واجتماعية فريدة، حيث تبدأ الاستعدادات مبكرًا لاستقبال هذا الشهر الكريم بلمسات خاصة تميز كل مدينة عن الأخرى. تتحول الشوارع والأسواق إلى لوحات نابضة بالحياة، تمتزج فيها الزينة الرمضانية مع أصوات الأذان والتكبيرات، بينما تعمل الحكومات والجهات المعنية على تهيئة الأجواء لضمان راحة المواطنين والمقيمين.

أسواق رمضان: ازدحام واستعدادات مبكرة

تعد الأسواق والمحال التجارية من أبرز معالم الاستعداد لشهر رمضان، حيث تبدأ المحال في تزيين واجهاتها بالفوانيس والزينة المضيئة، بينما تتسابق المتاجر لعرض المنتجات الرمضانية بأسعار تنافسية. في القاهرة ودمشق وعمان وتونس، تشهد الأسواق الشعبية مثل خان الخليلي، وسوق الحميدية، وسوق البزورية حركة نشطة، حيث يتوافد المواطنون لشراء التمور، والمكسرات، والحلويات التقليدية مثل الكنافة والقطايف.

كما تعلن العديد من السوبرماركت والمتاجر الكبرى عن عروض وتخفيضات خاصة تشمل السلع الغذائية الأساسية، مما يساعد العائلات على التخطيط لشهر كامل من الموائد العامرة. وفي بعض الدول، تنظم الجهات الرسمية حملات لضبط الأسعار ومراقبة الأسواق لضمان توفر المواد الغذائية بأسعار مناسبة.

الزينة والإضاءة: لمسات رمضانية تزين الشوارع

تلعب الزينة الرمضانية دورًا كبيرًا في إضفاء أجواء روحانية على المدن، حيث يتم تزيين الشوارع والمساجد والمباني بالفوانيس المضيئة، والأهلة الرمضانية، واللافتات التي تحمل عبارات الترحيب بالشهر الفضيل. في دبي، والرياض، والدوحة، والكويت، تنتشر الإضاءات الضخمة على المباني والجسور، بينما تتحول الساحات العامة إلى مراكز تجمع للعائلات التي تستمتع بالأجواء الرمضانية بعد الإفطار.

أما في الرباط، والجزائر، وبيروت، فتبرز التقاليد المحلية من خلال الخيم الرمضانية والمجالس الشعبية التي تحتضن جلسات السمر، حيث يجتمع الناس لتبادل الأحاديث والاستمتاع بالمشروبات التقليدية مثل التمر الهندي، وقمر الدين، والجلاب.

يتميز شهر رمضان بالأجواء الدينية المميزة، حيث تتجهز المساجد لاستقبال أعداد كبيرة من المصلين خلال صلوات التراويح والتهجد. في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يستعد الحرمان الشريفان لاستقبال ملايين الزوار والمعتمرين الذين يقصدون الأماكن المقدسة لأداء مناسك العمرة، وسط تجهيزات مكثفة لضمان الراحة والأمان.

كما تزداد الأنشطة الخيرية والتطوعية، حيث تنتشر موائد الرحمن في القاهرة، ودمشق، وبغداد، والخرطوم، لتقديم وجبات الإفطار المجانية للمحتاجين، بينما تطلق الجمعيات الخيرية حملات لجمع التبرعات وتوزيع السلال الغذائية على الأسر الفقيرة. وتعمل العديد من الجهات على تنظيم فعاليات رمضانية ثقافية ودينية، مثل الدروس الدينية، والمسابقات القرآنية، والندوات التوعوية، لتعزيز القيم الروحانية والتكافل الاجتماعي.

مع حلول رمضان، تتحول العواصم العربية إلى مراكز نابضة بالحياة، تجمع بين الروحانية والتقاليد العريقة، حيث يعيش الناس أجواءً من المحبة، والتآلف، والعبادة، مما يجعل هذا الشهر أحد أكثر الأوقات تميزًا في العالم العربي.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم