العادات والتقاليد الرمضانية لأبرز البلاد العربية
- تاريخ النشر: الإثنين، 17 فبراير 2025

يحل شهر رمضان الكريم في العالم العربي بمظاهر مختلفة ومتنوعة من التقاليد والعادات التي تحمل في طياتها إرثًا ثقافيًا غنيًا وتاريخًا طويلًا. تتنوع طرق الاحتفال بهذا الشهر المبارك بين البلدان العربية، حيث يتجلى كل بلد في عادات خاصة تعكس خصوصيته الثقافية والاجتماعية. من المغرب إلى المشرق، يلتقي الناس على مائدة الإفطار، ويشتركون في التقاليد التي تجعل من رمضان فترة فريدة مليئة بالروحانيات والفرح. في هذا المقال، سنتناول بعض العادات الرمضانية التي تميز أبرز الدول العربية وتمنح شهر رمضان طابعًا خاصًا في كل منها.
المغرب: الإفطار على التمر وحساء الحريرة
في المغرب، يبدأ يوم رمضان مع رؤية أول خيوط الفجر، حيث يتناول الناس وجبة السحور التي غالبًا ما تشمل الطاجين المغربي الشهي، إلى جانب مشروبات تقليدية مثل "الشاي بالنعناع". ومع اقتراب موعد الإفطار، يتجمع الجميع في المنزل أو في المساجد للاحتفال بهذه اللحظة الروحية الخاصة. الإفطار في المغرب يبدأ بتناول التمر والماء، وهو تقليد مأخوذ من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تليه وجبة "الحريرة" المغربية الشهيرة، التي هي شوربة غنية بالحساء تحتوي على الطماطم والعدس والشعيرية، وتُقدّم مع التمر والحلويات التقليدية مثل "البغرير" و"السفوف".
أما بعد الإفطار، يقضي الناس الوقت في زيارة الأقارب والتواصل الاجتماعي، وهي عادة راسخة تعزز الروابط الأسرية والجماعية. كما يشتهر المغرب بمسابقات التراويح التي تقام في المساجد، حيث يشارك الجميع في الصلاة والتأمل الروحي.
مصر: المائدة الرمضانية وتجمعات العائلة
في مصر، يتسم رمضان بمظاهر احتفالية تبدأ بتزيين الشوارع والمنازل بالفوانيس الرمضانية التقليدية، التي أصبحت رمزًا شهيرًا لهذا الشهر الكريم. يتجمع المصريون بعد صلاة المغرب حول المائدة التي تعج بالأطباق الشهية، مثل "الطعمية" (الفلافل) و"الكشري"، بالإضافة إلى "المحشي" و"السمبوسك" التي تعد من الأطباق الرمضانية الأساسية. ولا تكتمل المائدة المصرية دون "القطايف"، وهي نوع من الحلويات المحشوة بالقشطة أو المكسرات، التي تعتبر من أشهر الحلويات في هذا الشهر.
الجلسات الرمضانية في مصر تكون مليئة بالأنشطة الاجتماعية، حيث يلتقي الأهل والأصدقاء بعد الإفطار ليتبادلوا الأحاديث، ويلعبون ألعاب الورق أو يتابعون البرامج التلفزيونية التي تميز رمضان، مثل المسلسلات الرمضانية. كما أن صلاة التراويح في المساجد تشهد حضورًا كبيرًا من المصلين، وتعد هذه السهرات الروحية جزءًا لا يتجزأ من تجربة رمضان في مصر.
السعودية: ليلة العيد وحلول الحلوى
في السعودية، يشتهر رمضان بتجمعات العائلة والاحتفالات الكبيرة بعد الإفطار. تبدأ العادات الرمضانية في المملكة بتناول وجبة السحور التي تركز على الأطعمة الدسمة التي تساعد على تحمل الصيام طوال اليوم. عند الإفطار، يفضل السعوديون تناول التمر والماء، ويتبعونها بأطباق مثل "المندي" و"الكبسة" التي تعتبر من أشهر الأطباق الخليجية.
ومع حلول الليل، لا تخلو المنازل السعودية من الحلويات الرمضانية مثل "اللقيمات" و"الكنافة"، حيث تتبادل الأسر هذه الحلويات بعد التراويح. ولكن من أبرز عادات رمضان في السعودية هي "ليلة العيد" التي تمثل ذروة الاحتفالات الرمضانية، حيث يبدأ السعوديون بالتجهيز لاستقبال العيد من خلال شراء الملابس الجديدة، وتحضير الأطعمة والحلويات الخاصة بالعيد، مثل "العوامة" و"المعمول".
تتميز الأجواء في المملكة في رمضان بعبق المسك والعود، حيث يتم تبادل الهدايا الرمضانية بين العائلات والأصدقاء، مما يعكس روح التعاون والمشاركة التي يبرزها شهر رمضان المبارك.