البسطة في أبها.. تجربة رمضانية تجمع التراث بالسياحة الريفية

  • تاريخ النشر: منذ يومين
البسطة في أبها.. تجربة رمضانية تجمع التراث بالسياحة الريفية

تتحول مدينة أبها مع حلول شهر رمضان المبارك إلى وجهة سياحية مميزة تجمع بين روحانية الشهر الكريم وعبق التاريخ وأصالة التراث، حيث تصبح "البسطة" إحدى أبرز الفعاليات التي تجسد الهوية العسيرية من خلال أجوائها الرمضانية التي تحاكي الماضي، مقدمةً تجربة فريدة تجمع بين التراث والتسوق وسط أجواء رمضانية مميزة، مما يجعلها نقطة جذب رئيسية للسياح والزوار من مختلف المناطق.

وما إن يصل الزائر إلى "البسطة" وسط المدينة حتى يجد نفسه في عالم يعبق بالأصالة، حيث يُستقبل بعبارات الترحيب العسيرية الدافئة التي تعكس كرم الضيافة وأجواء المودة. تنتشر المحال والبسطات التقليدية التي تعرض منتجات تراثية تشمل المشغولات اليدوية، والأزياء الشعبية، والعطور العربية، فضلاً عن المأكولات الرمضانية الشهية مثل "العريكة" و"الحنيذ"، التي تجذب الزوار الباحثين عن النكهات الأصيلة.

وتشمل "البسطة" في محيطها على الكثير من المطاعم والمقاهي الشعبية والعصرية وهي التي شكلت جزءًا من حياة الفرد خلال ليالي الشهر الكريم، وذلك لتقديم المشروبات الساخنة والمأكولات الشعبية التي تعتبر جزءًا من المائدة الرمضانية في عسير، ولا تقتصر "البسطة" على المقاهي وكذلك المطاعم الشعبية فقط بل كذلك هي تعتبر بوابة لاستكشاف تاريخ السياحة الريفية في عسير.

حيث سوف يتمكن الزوار من التعرف على فنون العمارة التقليدية ونمط البناء وطرق تشييد القصور بالماضي، ويستمتع الزوار بروحانية رمضان وسط أجواء تأخذهم في رحلة عبر الزمن، من أجل أن يعيشوا تجربة تجمع بين الماضي الأصيل، والحاضر المزدهر، وكذلك المستقبل الواعد للسياحة في عسير.

كما تكتمل الأجواء الرمضانية بساحات مخصصة للعروض الفلكلورية التي تعيد إحياء التراث العسيري، حيث تؤدى الرقصات الشعبية كـ"الخطوة العسيرية"، وسط أنغام الطبول والأهازيج التراثية التي تملأ المكان بالحيوية. وتوفر الفعالية أيضًا جلسات مفتوحة تحت الإنارة الخافتة لمصابيح الفوانيس، مما يخلق أجواءً روحانية مثالية تتناغم مع خصوصية الشهر الكريم.

ولا تقتصر "البسطة" على كونها سوقًا تراثيًا فقط، بل إنها مساحة اجتماعية تتيح للزوار فرصة التفاعل مع الحرفيين المحليين، والتعرف على قصصهم وتجاربهم في الحفاظ على الموروث الثقافي، مما يعزز روح الترابط بين الأجيال وينقل التراث العسيري للأجيال القادمة بأسلوب ممتع وجذاب.

بهذه الأجواء التي تمزج بين عبق الماضي ونبض الحاضر، تظل "البسطة" في أبها واحدة من الفعاليات الرمضانية التي تعكس سحر المنطقة وتراثها الأصيل، حيث يجد الزوار فيها تجربة متكاملة تعيدهم إلى أجواء الزمن الجميل، وتمنحهم ذكريات لا تُنسى في قلب عسير.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم