أجمل ما قيل في اليوم العالمي للغة العربية

يعد اليوم العالمي للغة العربية مناسبة سنوية تعقد في الثامن عشر من ديسمبر، تُسلط فيها الأضواء على اللغة العربية كإرث حضاري وثقافي عريق. إنها اللغة التي جمعت ملايين البشر على مر العصور، لغة القرآن الكريم والفكر والأدب والشعر. في هذا اليوم يتجدد الاحتفاء بجمال اللغة وثرائها الفريد، حيث تتردد أصداء أروع الأقوال والحكم التي وصف بها الفلاسفة والأدباء والعلماء لغة الضاد.

اللغة العربية: لغة الجمال والإبداع الأدبي

تعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات التي أبدع الشعراء والكتّاب في وصفها والتغني بها، نظرًا لما تمتلكه من مفردات غنية ومعانٍ عميقة تعكس عبقرية اللغة. يقول الشاعر حافظ إبراهيم عن اللغة العربية في قصيدته الشهيرة:

"أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كامنٌ
فهل سألوا الغوّاصَ عن صدفاتي"

بهذه الكلمات، يُجسد الشاعر مدى غنى اللغة العربية وثرائها الذي يُشبه البحر بما يزخر به من كنوز ثمينة. فاللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي فضاء واسع للإبداع الأدبي والشعري، وهي لغة قادرة على التعبير عن أدق المشاعر وأسمى الأفكار.

كما عبّر المفكرون عن سحر اللغة العربية وبلاغتها، فقال المفكر الفرنسي إرنست رينان: "اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة". يُظهر هذا الاقتباس مدى الدهشة التي تُثيرها اللغة العربية بتركيبها الدقيق وجمالها الذي تجاوز حدود الزمن.

أما الأديب اللبناني جبران خليل جبران فقد وصف العربية بقوله: "إن اللغة العربية وُجدت لتُستخدم في التعبير عن الجمال". وهذا يدل على ارتباط اللغة العربية الوثيق بالفنون الأدبية المختلفة، فهي لغة القصائد الرنانة والكتابات الأدبية التي خلدت أسماء الشعراء والأدباء على مر العصور.

مكانة اللغة العربية في الفكر العالمي

لم تقتصر مكانة اللغة العربية على محيطها الجغرافي، بل نالت إعجاب واحترام المفكرين والعلماء حول العالم، بفضل دورها المحوري في النهضة الفكرية والعلمية. يقول المستشرق الألماني كارل بروكلمان: "إن للعربية من الاتساع مدىً لا تكاد تصل إليه أي لغة أخرى من لغات الدنيا". يوضح هذا الاقتباس قدرة اللغة العربية على التعبير الدقيق عن مختلف العلوم والفنون، وهو ما مكنها من أن تكون لغة العلم خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.

كما يُذكر أن الفيلسوف الإسباني إسبينوزا قال: "اللغة العربية هي لغة الفلسفة والشعر، وهي التي تُنطق فيها الأفكار ببلاغة ودقة لا تضاهى". وبفضل هذه المزايا، أصبحت اللغة العربية لغة عالمية لعبت دورًا بارزًا في تشكيل الفكر الإنساني.

وقد وصفها الأديب والناقد الفرنسي غوستاف لوبون بقوله: "اللغة العربية لغة موسيقية، مرنة وسلسة، تنساب الكلمات فيها انسياب النغم". هذا الوصف يُبرز جانبًا آخر من جمال اللغة العربية، حيث يُشبهها بالموسيقى المتناغمة التي تُطرب الأذن وتحمل السامع في رحلة من الجمال والبلاغة.

الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي

في اليوم العالمي للغة العربية، تُقام العديد من الفعاليات والأنشطة التي تحتفي بهذا التراث العظيم. وتُعد هذه المناسبة فرصة لتذكير العالم بأهمية اللغة العربية كلغة ثقافة، هوية وحضارة. تُتلى القصائد، وتُنظم الندوات الفكرية التي تجمع محبي اللغة والخبراء، ليعبروا عن إعجابهم وتقديرهم لهذه اللغة العريقة.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسات التعليمية حول العالم تحتفل بهذا اليوم من خلال مسابقات للكتابة والخط العربي، وورش تعليمية تُشجع الطلاب على إتقان قواعد اللغة وتوظيفها بشكل صحيح. كما تسهم وسائل الإعلام في تسليط الضوء على أروع ما قيل عن اللغة العربية من أقوال وحكم، لإبراز مكانتها الحضارية والتاريخية.