هيئة الشارقة للمتاحف تحتفل بمرور 200 عام على تأسيس الحصن
شارك مؤرخو الشارقة في الدورة الثامنة من برنامج "الحصن في الذاكرة" الشهير الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف، والذي تضمن حلقة نقاشية بعنوان "النصب التاريخي الكبير" وذلك في 11 أكتوبر (الأربعاء)، ضمن فعاليات احتفالات قلعة الشارقة بمئويتها الثانية.
تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف بالذكرى المئوية الثانية لتأسيس قلعة الشارقة بسلسلة من الفعاليات والأنشطة وورش العمل الجذابة التي بدأت في أغسطس وتستمر حتى ديسمبر. وتشتمل المشاريع على جولات متخصصة وفعاليات مليئة بالمغامرات وعروض مسرحية آسرة، وتعد بتزويد الزوار بنافذة على تاريخ الإمارة الغني ورواياتها الثقافية المهمة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويشهد اليوم الوطني 28 نوفمبر برامج ثقافية وترفيهية متنوعة ضمن فعاليات الذكرى المئوية الثانية المخصصة لقلعة الشارقة، وسيكون الدخول إليها مجانياً يومي 1 و2 ديسمبر. وتهدف الهيئة من خلال ذلك إلى تعزيز الهوية الوطنية وحب الوطن وتعزيز فهم أعمق لتاريخ الشارقة الحديث والأسرة الحاكمة والحياة اليومية في الإمارة قبل 200 عام وتاريخ القلعة وترميمها مما أدى إلى افتتاحها رسميًا في عام 2015.
تم بناء هذا الحصن التاريخي عام 1823، واستخدم فيه الجص البني الفاتح الناعم والحجر المرجاني الموجود بكثرة في أعماق الخليج العربي. أبوابه مصنوعة من خشب الساج، بينما السقف ذو تصميم هندسي مثير للإعجاب، تم بناؤه باستخدام سعف النخيل وأعمدة أشجار المنغروف.
وواجهت القلعة عبر تاريخها العديد من التحديات، أبرزها عندما علم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أثناء دراسته في مصر عام 1969، بقرب هدمها. وقد دفعه هذا إلى العودة السريعة إلى الشارقة لإنقاذ بقايا الحصن، التي كانت مجرد برج وجدارين متضررين.
وكانت إعادة بناء الحصن رؤية قريبة إلى قلبه، حيث احتفظ بالأبواب الرئيسية للقلعة، بما في ذلك باب الحصن، وباب الصباح، وبوابة الخزنة لمدة 28 عاما قبل أن يوجه إعادة إعمارها اعتمادا على الصور التاريخية
وبمجرد الانتهاء من الترميم، قام الشيخ الدكتور سلطان بإثراء الحصن بمجموعات تؤرخ تاريخ مدينة الشارقة.
يتألف الحصن من طابقين، وفناء مركزي واسع، وثلاثة أبراج دفاعية هي المحلوسة، والكبيس، وميدان مشرف، وشرفة رئيسية تحتوي على خشب التوبة الذي كان يستخدم سابقًا في إنزال العقوبات.
ويضم الطابق الأرضي غرفة الاعتقال التي تم تحويلها إلى استراحة، وسجن المحلوسة، ومستودع الأسلحة، ومعرض الحصن الذي يعرض تفاصيل تاريخ المبنى ومراحل ترميمه.
يوجد أيضًا معرض المدبسة حيث يمكن للزوار التعرف على عملية استخراج عصير التمر، والذي يشار إليه عادةً باسم دبس السكر، ومعرض القواسم الذي يقدم نظرة ثاقبة حول تاريخ القواسم ولقاءاتهم مع الكيانات الإقليمية والأجنبية.
يضم الطابق العلوي معرض الشيخ سلطان بن صقر الثاني، وبرج الكبيس، ومعرض الأسلحة، وغرفة الشيخ، والغرفة (غرفة مخصصة للقاء الضيوف الكرام)، والشرفة، والمجلس المخصص لعرض الوثائق والصور التاريخية .
تضم القلعة مجموعة من القطع الأثرية، بما في ذلك البوابة الرئيسية، والمدفع الراقص، ومكبر اللؤلؤ، والسرير الملكي، وعملة مرضوف القواسم، ورسائل من أسرة ملكية صومالية، ومعاهدة عام 1820، وحامل القرآن الكريم للشيخ خالد بن محمد بن عبد العزيز، علم القواسم، علم الاحتلال، المدفع البحري، ساعة جيب، وجواز سفر الشيخ سلطان بن صقر الثاني.
كما يضم أيضًا مخطط نسب القواسم ومخطط أصوله، ونصل كتارا، وعقال الشطبة، والعديد من الأشياء التاريخية الأخرى.
كانت قلعة الشارقة مكانًا للعديد من الفعاليات التي قادتها SMA. ومن أبرزها مبادرة "قلعة في الذاكرة" السنوية التي تسعى الهيئة من خلالها إلى إبراز المواقع التاريخية في الشارقة وإبراز التراث الغني للمنطقة.