هولي: الهند تستقبل الربيع بمهرجان الألوان قما قصته؟
بالألوان الزاهية المتطايرة، والموسيقى والرقص والغناء، يحتفل الهنود بقدوم فصل الربيع وارتداء الطبيعة حُلة الجمال، في مهرجان "هولي" أو ما يُعرف بـ"مهرجان الألوان"، والذي يتزامن الاحتفال به هذا العام مع يومي الـ28 والـ29 من مارس/ آذار، فما قصة هذا المهرجان؟
مهرجان هولي أو مهرجان الألوان
"هولي" هو مهرجان ديني هندوسي، يعلن عن بداية فصل الربيع، لكنه في الواقع لا يقتصر على الطائفة الهندوسية بل يحتفل به الجميع في الهند ودول جنوب آسيا مثل: نيبال، بنغلاديش، سريلانكا وباكستان، والبلدان التي تضم جالية هندوسية كبيرة مثل: سورينام، قويانا، جنوب أفريقيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، ترينيداد، موريشيوس وفيجي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي حين تُحيي بعض العائلات هذا المهرجان بإقامة المراسم الدينية، إلا أن "هولي" بالنسبة للغالبية يشير إلى المتعة والمرح.
ويتم الاحتفال بمهرجان "هولي" خلال آخر قمر مكتمل بالتقويم الهندوسي، والذي عادة ما يتزامن مع شهر مارس بالتقويم الميلادي، ويكون الاحتفال على يومين، اليوم الأول يحيه الهنود بالرقص والغناء وإلقاء مساحيق الألوان والماء الملون وجوز الهند والفشار على بعضهم البعض.
أما في اليوم الثاني يخرج الناس من كل الأعمار إلى الشوارع للمتعة والرسم وإلقاء الألوان، بصرف النظر عن السن أو الطائفة أو الطبقة أو الجنس.
الجذور الأسطورية لمهرجان هولي
رغم أن "هولي" في الأساس يُعد احتفالاً بموسم الحصاد وخصوبة الأرض ووداع فصل الشتاء واستقبال الربيع، إلا أنه بالنسبة للهندوس له أصل ديني، يرتبط ببعض الشخصيات الأسطورية مثل هوليكا وبراهلاد.
ووفقاً للأسطورة، كان براهلاد، ابناً للملك هيرانيا كاشياب، الذي كان يعتقد أنه حاكم الكون وكان يطلب من الجميع في مملكته عبادته، لكن ابنه رفض وعبد الإله الحق فيشنو حامي الكون، ودفع هذا القرار والده إلى التخطيط مع شقيقته الشيطانة "هوليكا" لقتله.
وبالفعل، خدعت هوليكا - التي كان يُفترض أنها محصنة ضد النار بارتدائها وشاح سحري- ابن أخيها وأجلسته على حجرها وهي على مشعل لتدميره، لكن خطتها فشلت وخرج براهلاد من النار سالماً، بينما التهمت النيران هوليكا لأن الوشاح كان يحميها بشكل مؤقت وليس دائم، ومن هنا جاء اسم "هولي"، رغم أن البعض يرجع سبب التسمية إلى الإنجليزية وتعني المقدس.
وبعد مقتل هوليكا قُتل كاشياب وأصبح براهلاد هو الملك، وترمز هذه القصة الأسطورية إلى أن الخير دائماً ينتصر على الشر.
وخلال الاحتفالات الحديثة، يتم إضرام النار في دمى تمثل هوليكا، ويُعتقد أن رماد هذه الدمى يجلب الحظ، وبعض الهندوس يجمعون هذا الرماد وينثرونه عليهم كنوع من التطهير، وذلك في الليلة التي تسبق يوم احتفال هولي، والتي تُعرف باسم "هوليكا داهان".
وفي اليوم التالي، يجري الاحتفال بعيد هولي أو عيد الألوان، ويكون يوماً مفعماً بالحب، ينثر فيه الناس مساحيق الألوان على بعضهم البعض.
قصة حب رادها وكريشنا
وهناك قصة أخرى أسطورية يُنسب لها تلقيد إلقاء مساحيق الألوان والمياه في مهرجان هولي، وهي قصة الحب المشتركة بين الآلهة رادها وكريشنا، حيث إن الإله كريشنا غار من توأمته وشقيقته "رادها" التي كانت تتسم بالجمال، بينما هو ذو بشرة زرقاء أو داكنة، فذهب إلى أمه يشكو لها الحقد الذي أصاب قلبه، فأشارت عليه بأن يذهب إلى رادها ويطالبها بأن ترسم لونه بأي لون تختاره هي وكما تريد، ففعل ذلك حتى أصبح أقل وعياً بنفسه وبلون بشرته، وسقط في حب رادها.
ويُقال إن العشاق واصلوا هذا التقليد منذ ذلك الوقت، حيث يرسمون وجوههم بالألوان احتفالاً بالحب في يوم هولي.