هكذا تتعامل المطارات مع الازدحام الشديد
في أوقات الذروة السياحية أو عند حدوث تغييرات غير متوقعة مثل الأحوال الجوية السيئة أو إضرابات العاملين، تصبح المطارات مراكز للفوضى والتوتر. ازدحام المطارات يؤثر سلبًا على تجربة المسافرين، وقد يتسبب في تأخير الرحلات أو فقدان الأمتعة. ولكن، بفضل التخطيط الدقيق واستخدام التقنيات المتقدمة، تعمل المطارات على مواجهة هذا التحدي بكفاءة. في هذا المقال، نستعرض أبرز الطرق التي تعتمدها المطارات حول العالم للتعامل مع الازدحام الشديد.
تقنيات التحكم في التدفق وتحسين تجربة المسافرين
في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبحت الحلول التقنية حجر الأساس في إدارة التدفق الكبير للمسافرين. تعتمد المطارات الحديثة على أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في مراقبة حركة المسافرين في مختلف النقاط داخل المطار. يساعد ذلك في اتخاذ قرارات سريعة بشأن فتح بوابات إضافية، أو زيادة عدد العاملين في نقاط التفتيش الأمني، أو حتى تحويل المسافرين إلى مسارات أقل ازدحامًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إضافةً إلى ذلك، تم إدخال تقنيات مثل التعرف على الوجوه والبوابات الذكية، التي تُسرع من عمليات تسجيل الدخول والتفتيش الأمني. هذه التقنيات تقلل من أوقات الانتظار وتُحسن من تجربة المسافرين بشكل عام. كما تتيح هذه الأنظمة للمطارات مراقبة الطوابير وتقديم إشعارات فورية للركاب حول زمن الانتظار المتوقع في مناطق معينة، مما يساعد على توزيع حركة الركاب بشكل أكثر كفاءة.
إدارة العمليات الأرضية تُعد من أكبر التحديات التي تواجه المطارات المزدحمة. تشمل هذه العمليات التعامل مع الطائرات التي تصل وتغادر، بالإضافة إلى تحميل وتفريغ الأمتعة وتزويد الطائرات بالوقود. لضمان أن تعمل جميع هذه العمليات بسلاسة، تقوم المطارات بتطوير أنظمة تنسيق متقدمة تعمل على جمع البيانات في الوقت الحقيقي من مختلف أقسام المطار، مثل أبراج التحكم وشركات الطيران.
كما تعتمد العديد من المطارات على أنظمة إدارة العمليات الأرضية (Airport Collaborative Decision Making - A-CDM) التي تُنسق بين جميع الجهات المعنية مثل شركات الطيران، فرق المطار، والمراقبين الجويين. هذه الأنظمة تسمح للطواقم بمعرفة حالة الطائرات في الوقت الحقيقي، وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة لتجنب التداخل بين الرحلات وضمان سلاسة الحركة.
تتعاون المطارات العالمية بشكل متزايد من أجل تحسين إدارة تدفق الرحلات الجوية، خصوصًا في ظل الأزمات العالمية التي تؤدي إلى تعطيل حركة السفر، مثل الجائحة أو الأزمات الجوية. من خلال التنسيق بين المطارات في مختلف الدول، يمكن تنظيم الرحلات وتحويلها بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
يتم التخطيط المسبق لسيناريوهات الازدحام عبر التعاون مع المنظمات الدولية مثل المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). هذه الجهات تُصدر توصيات وإرشادات تسهم في تحسين إدارة الازدحام. على سبيل المثال، يتم وضع خطط طوارئ للتعامل مع التدفق الكبير للمسافرين خلال العطلات أو المواسم السياحية، مع التأكد من وجود موظفين إضافيين في نقاط التفتيش والتفتيش الجمركي.
بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها المطارات أثناء أوقات الازدحام، فإن الاستراتيجيات الفعالة والتكنولوجيا المتقدمة تُساعد على تحسين تجربة المسافرين وتقليل التوتر والانتظار. يظل الهدف الرئيسي هو توفير تجربة سفر مريحة وفعّالة لكل مسافر، بغض النظر عن حجم الازدحام.