هذه المدن لم تعد ترحب بالسفن السياحية
على الرغم من روعة وجمال الرحلات البحرية إلا أن هذه الأنشطة المتزايدة تؤثر أيضًا سلبًا على البيئة وتؤدي انبعاثات الغاز من السفينة نفسها إلى رداءة نوعية الهواء كما أن كل سيارات الأجرة والشاحنات التي تنقل الركاب في الرحلات الشاطئية تجعل الهواء أقل نقاءً.
ويشير الخبراء إلى أنه يجب على السلطات المحلية والعالمية بذل المزيد من الجهود للتحكم في عدد السفن السياحية التي تصل إلى الموانئ، وضمان تقديم خدمات سياحية مستدامة ومتوازنة مع البيئة والثقافة المحلية في المدن السياحية. حيث أصبحت بعض المدن حول العالم تحظر وجود السفن السياحية في موانئها في السنوات الأخيرة، وذلك لوجود تأثير سلبي الذي يمكن أن يحدثه وجود هذه السفن على البيئة والثقافة المحلية، بخلاف الازدحام الذي يمكن أن يسببه وصول آلاف السياح إلى هذه المدن.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومن بين هذه المدن، يأتي في المقدمة مدينة فينيسيا الإيطالية، حيث تم الإعلان عن حظر وجود السفن السياحية في قنوات المدينة اعتبارًا من عام 2022، وذلك بعد عدة سنوات من الجدل بشأن التأثير البيئي والثقافي لوجود هذه السفن في المدينة التاريخية.
وفرضت البندقية حظراً على السفن السياحية الكبيرة لعام 2021 ، منهيةً رسو السفن في مركزها التاريخي أو قناة جيوديكا. وجاءت هذه الخطوة بعد تهديد اليونسكو بإدراج المدينة في قائمة المواقع المهددة بالانقراض خوفا من غرقها. وتشير التقارير إلى أن بعض المدن الأخرى بدأت تفكر في فرض حظر مماثل على وجود السفن السياحية في موانئها، مثل مدينة بارشلونة الإسبانية ومدينة سانتا مارغريتا في كاليفورنيا الأمريكية.
وكذلك قررت هيوستن في تكساس قبل أن تصبح جالفستون ميناء رئيسيًا لخطوات الرحلات البحرية وقف الترحيب بالسفن السياحية. حيث كان للتحول إلى جالفستون إيجابيات وسلبيات فمن ناحية هذا الميناء أقرب إلى المحيط. إلا إنه لا يمكنك التغلب على راحة مدينة مركزية مثل هيوستن وهو ما يجعل رحلة السفر الجوي أسهل. ومع ذلك تستغرق الرحلة نحو 90 دقيقة من المطار إلى ميناء جالفستون أو ساعة واحدة من مطار ويليام بي هوبي.
ويذكر أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود العالمية للحفاظ على البيئة والتراث الثقافي في المدن التي تشهد ارتفاعاً في عدد السياح، وتحديدًا في ظل المخاوف المتزايدة بشأن التأثير السلبي للسفن السياحية على البيئة البحرية والثقافة المحلية.