هذه الدولة لديها علمان وطنيان: ما السبب؟
في عالمنا الحالي، يوجد ما يزيد عن 250 علمًا رسميًا يتم استخدامه في جميع أنحاء العالم وهذا الرقم يعكس التنوع العالمي، إذ يمثل 193 دولة ذات سيادة، وكذلك دولتين مراقبتين بالأمم المتحدة، بالإضافة للقارة القطبية الجنوبية وما لا يقل عن 50 إقليمًا.
ولكن هنا تأتي بوليفيا لتكون الدولة الوحيدة التي تفتخر بعلمين وطنيين رسميين كل واحد منهما يعكس جوانب مختلفة من تاريخ وثقافة هذا البلد الواقع في قلب أمريكا الجنوبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حيث إنه بكل مبنى حكومي في بوليفيا، سوف ترى علمين يرفرفان والأول هو العلم البوليفي التقليدي الذي يحمل 3 ألوان أفقية متساوية الأحمر في الأعلى، والأصفر في الوسط، والأخضر في الأسفل. فيما يزين وسط العلم شعار النبالة البوليفي، الذي يحتوي على رموز تعبر عن ثروة البلاد الطبيعية وتاريخها. الأحمر يمثل شجاعة الشعب، والأصفر يرمز للثروات المعدنية، والأخضر يعبر عن خصوبة الأرض.
والعلم الثاني هو "وَيَفالا" وهو علم مربع الشكل يتألف من 49 مربعًا مرتبة في شبكة من 7 صفوف بسبعة مربعات. الألوان السبعة التي تظهر في هذا العلم، مرتبة بصفوف قطرية، وهي تمثل تنوع الثقافات والعرقيات التي تعيش في بوليفيا.
فيما ترجع فكرة اختيار العلمين المزدوجين لبوليفيا لسنوات بعدية بالقرن الـ19 عندما حاربت بوليفيا، مثل العديد من دول أمريكا الجنوبية، ولكن من أجل الاستقلال عن الحكم الاستعماري الإسباني ومع انتشار هذا الحماس الثوري في أمريكا اللاتينية، قد جرى اعتماد علم وطني جديد. وهو من تصميم مانويل إيسيدورو بيلزو، الضابط العسكري ورجل الدولة الذي شغل منصب الرئيس الحادي عشر لبوليفيا من عام 1848 .
وقد تم اعتماد نسخة من العلم في 25 يوليو 1826، بعد 11 شهرًا من إعلان البلاد عن الاستقلال. في الأصل كانت الخطوط الأفقية بترتيب الألوان الأصفر والأحمر والأخضر. ومع هذا قد تم تغييرها بعام 1851 إلى الأحمر والأصفر والأخضر لزيادة تميز العلم عند رؤيته من بعيد.
العلم التقليدي لبوليفيا يعود تاريخه إلى فترة ما بعد الاستقلال عن إسبانيا في أوائل القرن التاسع عشر. تم تبنيه رسميًا في عام 1851 وأصبح رمزًا للوحدة الوطنية والشجاعة والتقدم.
رفع العلمين معًا أمام المباني الحكومية يعكس التزام بوليفيا بالاعتراف بتاريخها الغني والمتنوع، وتقديرها لجميع الثقافات التي تشكل جزءًا من نسيجها الاجتماعي. يعد هذا الجمع بين العلمين إشارة إلى الوحدة في التنوع، وهي قيمة مهمة للغاية في بوليفيا الحديثة.