منتجعات التزلج في أوروبا تحارب لفك حصار كورونا خلال عطلة أعياد الميلاد
تنتظر منتجعات التزلج احتفالات عطلة عيد الميلاد كل عام، حيث تزدحم بالزائرين وتجني الكثير من الأموال، لكن يبدو أنها لن تحقق آمالها هذا العام، خاصة في أوروبا، بعدما عزمت العديد من الحكومات على استمرار إغلاقها في ضوء الإجراءات المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتشعر بعض السلطات بالقلق من إعادة فتح المنحدرات للزوار خلال عطلة عيد الميلاد والعام الجديد وما بعده، خاصة مع ظهور موجة ثانية من انتشار الفيروس في القارة الأوروبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
منتجعات التزلج وانتشار كوفيد-19
وتسببت بعض مراكز التزلج في تفشي فيروس كورونا خلال الموجة الأولى من الإصابات في الموسم الماضي، الأمر الذي أسهم في تسريع انتشاره في جميع انحاء أوروبا.
وفي محاولة منها لإنقاذ الموسم الجديد وسط الوباء، أكدت العديد من منتجعات التزلج أن لديها خططاً للتخفيف من مخاطر تكرار الأزمة التي حدثت مطلع العام الجاري 2020، لكن قيود السفر والحاجة إلى التباعد الاجتماعي والخلاف بين الحكومات حول السماح للمنتجعات بفتح أبوابها من عدمه يعرقل تلك المساعي.
إيطاليا وألمانيا: لن نسمح بقضاء عطلة عيد الميلاد على الثلج
وأكد جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، رفض فتح أبواب منتجعات التزلج خلال عطلة عيد الميلاد، داعياً الدول الأوروبية لاتخاذ موقف مشابه.
وقال كونتي: لن يكون من الممكن السماح بقضاء عطلة عيد الميلاد على الثلج، نريد اتفاقاً بين الدول الأوروبية للعمل في انسجام تام.
إضافة إلى إيطاليا، تتبنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، موقفاً مشابهاً، لكن ألمانيا لا يوجد بها سوى عدد قليل من المنتجعات، ويتدفق المتزلجون الألمان إلى بلدان أخرى لممارسة هوايتهم، مثل النمسا على سبيل المثال.
وتعترف ميركل بأنه من الصعب الوصول لاتفاق، نظراً للخلافات مع النمسا، والتي تعد منطقة جذب كبيرة للتزلج، بحسب مجلة فوربس.
حجر صحي لأي شخص قادم من النمسا
وفي الوقت الذي تعتمد فيه النمسا بشكل كبير على السياحة القادمة من ألمانيا، فرضت الاخيرة خضوع أي شخص قادم من النمسا إلى الحجر الصحي.
كما هدد رئيس الوزراء الإيطالي بفرض إجراءات مماثلة على الإيطاليين الذين يزورون النمسا للتزلج.
هذه الدول تُبقي منتجعاتها مفتوحة للتزلج
وتأمل بعض منتجعات التزلج في فتح أبوابها خلال عطلة عي الميلاد على الرغم من العقبات، وحتى لو انخفضت الأرقام بشكل حاد مقارنة بالموسم العادي.
وبالفعل بدأت المنتجعات السويسرية في فتح أبوابها، ولا تخطط لإغلاقها، وذلك رغم العدد المرتفع نسبياً للوفيات على المستوى الوطني المرتبطة بفيروس كورونا.[
وتخضع النمسا لحظر وطني ينتهي في 7 ديسمبر/ كانون الأول، وتأمل المنتجعات في إعادة فتح أبوابها قبل عيد الميلاد، بيتنا تُبقي فرنسا منتجعاتها مفتوحة، لكن المصاعد مغلقة في عيد الميلاد.
منتجعات إيطاليا تضغط على الحكومة
وتضخ الآلات في منتجع باسو ديل تونالي في إيطاليا، ثلجاً صناعياً على المنحدرات تحسباً لبدء الموسم، رغم توقف المصاعد وإغلاق المقاعد، ورغم تصريحات رئيس الوزراء.
ويحاول بعض أصحاب المطاعم والمنتجعات التأثير على قرار الحكومة، حيث قالت ميشيل بيرتوليني، رئيسة أحد مجموعات الضغط المحلية، التي تضم أصحاب عدد من المطاعم ومحلات تأجير معدات التزلج في منتجع باسو ديل تونالي الصغير في منطقة ترينتينو في إيطاليا بالقرب من النمسا وسويسرا: "إذا كنا نحن الإيطاليون الوحيدين الذين لن نفتح أبوابنا فستكون كارثة اقتصادية".
وأضافت برتوليني: "إذا أغلقنا لكن فتحت مناطق أخرى أبوابها، فمن المحتمل أن يختار الإيطاليون قضاء عطلاتهم في بلد آخر، وسيكون هذا كارثة مضاعفة.
بؤرة انتشار كورونا يعد بالاستفادة من الدرس
وقال مدير هيئة السياحة في منتجع إيشجل أندرياس ستيبل، موقع أسوأ انتشار لفيروس كورونا في النماس حتى الآن، والذي شهد إصابة آلاف الأشخاص هناك الشتاء الماضي، بمن فيهم الزوار الأجانب الذين عادوا بعد ذلك إلى ديارهم: "نريد إرسال رسالة إلى أننا تعلمنا الكثير من تجاربنا ونعمل على استعادة الثقة".
وكان من المفترض أن يفتح المنتجع أبوابه في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن الموعد تأجل مؤقتاً حتى 17 ديسمبر/ كانون الأول.
خسائر فادحة
وفي نفس السياق، يقول كبير الاقتصاديين في مؤسسة الفكر الاقتصادي النمساوية Wifo، أوليفر فريتز: "لم يعد هناك من يؤمن بانخفاض الإيرادات النمساوية بنحو 20% فقط بعد الآن، كانت توقعاتي المتفائلة تشير إلى نحو 30% طوال فترة انتشار الوباء، لكن حتى هذا الرقم سيكون إنجازاً".
وتعني هذه الخسائر تراجعاً يقدر بمليارات اليوروهات بالنسبة للاقتصادات الوطنية، وتقدر وزارة المالية النمساوية أن عائدات منتجعات التزلج كانت تبلغ نحو 800 مليون يورو في الأسبوع في النمسا وحدها.