مصر تعلن عن كشف أثري جديد بمنطقة سقارة
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن كشف أثري جديد ومثير في منطقة سقارة، أحد أهم المواقع الأثرية في مصر القديمة. وأفادت البعثة الأثرية المصرية اليابانية بأنها اكتشفت مجموعة من المصاطب والمقابر والدفنات والتي تسلط الضوء على جوانب جديدة من تاريخ هذه المنطقة ذات الأهمية الكبيرة في الحضارة المصرية.
تضمنت الاكتشافات، مصاطب حجرية تعود لفترات مختلفة من الدولة القديمة. ومقابر مزخرفة تحمل نقوشًا فريدة تعكس الحياة اليومية والمعتقدات الدينية في العصور القديمة. وكذلك دفنات متعددة تحتوي على مومياوات وقطع أثرية مميزة، مثل التمائم والأواني الفخارية، التي تكشف عن طقوس الدفن وأساليب التحنيط المتقدمة التي استخدمها المصريون القدماء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هذا وقد أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، محمد إسماعيل خالد، إلى أهمية هذا الكشف الكبير الذي يشير إلى أن منطقة سقارة الأثرية لا تزال تحمل الكثير والكثير في طياتها مع عدد كبير من الأسرار التي لم تكشف بعد. وهذا الكشف الجديد يوضح أن جبانة سقارة الحالية تمتد شمالاً لمساحة أكبر ما هو معروف في وقتنا الحالي وأن اكتشاف دفنات تعود لأوائل عصر الأسرة الـ18 حيث ثبت أن استخدام سقارة كجبانة للدولة الحديثة قد بدأ عندما قد أعيدت مدينة ممفيس كعاصمة للدولة المصرية وذلك بعد طرد الهكسوس.
كذلك قد تمكن فريق العمل خلال أعمال التنظيف من الكشف عن بقايا آدمية محنطة وكذلك مجمعة من القطع الأثرية من بينها نماذج "تيراكوتا" لمقاصير جنازية وكسرات من تيراكوتا من رأس الآلهتين إيزيس وأفروديت، وأيضًا كسرات من توابيت خشبية وقطع من الفخار. لذا من المقرر أن تستكمل البعثة كافة الأعمال وذلك عبر موسم الحفائر القادم، في محاولة لفك المزيد من أسرار هذه المنطقة الأثرية المهمة.
منطقة سقارة هي موقعًا مركزيًا في تاريخ مصر القديمة، حيث كانت مقرًا للأهرامات والمقابر الملكية والنبلاء. إضافة إلى ذلك، تحتضن المنطقة أقدم هرم مدرج في التاريخ، هرم زوسر، مما يجعلها مركزًا للعديد من الاكتشافات الأثرية المذهلة على مدار العقود.
من المتوقع أن يعزز هذا الاكتشاف الجديد الحركة السياحية في مصر، حيث يضيف بُعدًا جديدًا للتجربة السياحية من خلال الكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية. كما يتوقع أن يكون هذا الكشف محورًا لمعارض أثرية دولية قادمة، مما يسهم في الترويج للسياحة الثقافية وتعزيز مكانة مصر على الخريطة الأثرية العالمية.
لذا يمثل الكشف الأثري في سقارة خطوة جديدة نحو فهم أعمق للحضارة المصرية القديمة، ويعكس العمل المتواصل الذي تقوم به البعثات الأثرية لاستكشاف تاريخ مصر الغني. ويظل هذا الإنجاز شهادة على أهمية سقارة ككنز أثري لا ينضب، ووجهة سياحية تروي قصة واحدة من أعظم الحضارات في تاريخ البشرية.