مصر تعلن إحياء مدينة الذهب القديمة بمنجم السكري

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 26 فبراير 2025
مقالات ذات صلة
أشهر الأحياء القديمة في الإسكندرية
أبواب مدينة القاهرة القديمة
دليلك لآثار مصر القديمة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم عن انتهاء أعمال مشروع "إحياء مدينة الذهب القديمة" بجبل السكري، أحد أهم مواقع التعدين التاريخية في مصر، والواقع جنوب غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر. جاء ذلك بالتعاون مع إدارة منجم السكري، وبعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية لنقل الموقع الأثري، بالإضافة إلى الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

يهدف المشروع إلى الحفاظ على مدينة التعدين القديمة، التي كانت مركزًا لاستخراج الذهب في العصور المصرية القديمة، من خلال تنفيذ عمليات تنقيب وحفر أثري للكشف عن معالمها التاريخية وتوثيقها. وشملت الأعمال توثيق العناصر المعمارية وترميمها بعناية، بالإضافة إلى نقلها إلى منطقة آمنة تبعد نحو 3 كيلومترات شمال الموقع القديم، خارج نطاق عمليات التعدين الحديثة الجارية في منجم السكري، أحد أكبر مناجم الذهب في العالم.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وهذا الكشف يوضح أسرار تاريخ هذه المنطقة، والذي يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على آثار وتراث مصر الحضاري بالتوازي مع تنفيذ خطة الدولة المصرية لتنمية المشروعات التنموية والاقتصادية. وقد أسفرت أعمال الحفائر عن الكشف عن بقايا معسكر لأعمال التعدين إذ يرجع تاريخه لأكثر من 3 آلاف عام، به بقايا مصنع متكامل لاستخلاص الذهب من عروق المرو وتكسير وكذلك طحن وسحق حجر الكوارتز مرورا بأحواض التصفية والترسيب حتى مرحلة الصهر في الأفران الفخارية وكذلك استخلاص الذهب.

وكذلك جرى الكشف عن بقايا عاصر معمارية لمنازل عمال المناجم والورش وكذلك أماكن التعدين ودور العبادة والمباني الإدارية والحمامات البطلمية، بالإضافة للعثور على مجموعة من  اللقى الأثرية منها 628 أوستراكا عليها كتابات بالخط الهيروغليفي والديموطيقي واللغة اليونانية، وبقايا عناصر معمارية من العصور الرومانية والإسلامية.

تمثل مدينة الذهب القديمة شاهدًا مهمًا على تطور تقنيات التعدين في مصر القديمة، إذ كشفت أعمال التنقيب عن عدد من المنشآت الأثرية، من بينها ورش لاستخراج ومعالجة الذهب، وأفران لصهر المعدن، بالإضافة إلى مساكن ومرافق خدمية للعاملين في المناجم. كما تم العثور على أدوات وأوانٍ حجرية تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، تعكس النشاط الاقتصادي والعمليات التعدينية التي كانت تتم في المنطقة منذ آلاف السنين.

يأتي هذا المشروع في إطار حرص الحكومة المصرية على تحقيق التوازن بين جهود التنمية الحديثة والحفاظ على المواقع الأثرية ذات الأهمية التاريخية. وتم تنفيذ أعمال الإحياء بالتنسيق مع إدارة منجم السكري، بحيث يتم حماية الموقع الأثري دون التأثير على العمليات التعدينية القائمة، مما يعكس استراتيجية مصر في الجمع بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على تراثها التاريخي.