مشاهدة الدلافين وطعام طازج أبرز ما تقدمه غوا بعد افتتاح أبوابها للسياح
مع انحسار خطر فيروس كورونا المستجد، أعلنت حكومة غوا أن الولاية الهندية الشعبية قد فتحت أبوابها للسياحة المحلية أخيراً، بعد عدة أشهر من الإغلاق. ومنذ ذلك الحين، عادت ازدحام السير في النهار إلى سابق عهده، إضافة إلى ضوضاء النوادي الليلية المحلية أيضاً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وشُكلت مجموعة السياحة المسؤولة في غوا (RTCG) المكونة من 20 شركة سياحية في عام 2018، وهي ملتزمة بممارسة وتعزيز السفر المسؤول والمستدام. وهنا، نلقي نظرة على عروض العديد من هذه الشركات، ونكتشف خططها لجعل غوا أفضل.
مشاهدة الدلافين:
وتدير بوجا ميترا، وهي أحد الأعضاء المؤسسين لـ"RTCG"، مؤسسة اجتماعية قائمة على الحفظ البحري، وتعرف باسم "Terra Conscious"، وتقدم مجموعة متنوعة من الجولات البرية والمائية. وتعد تجربة التنوع البيولوجي في المحيط الأكثر شعبية، والتي تشمل مشاهدة الدلافين وتستغرق حوالي ثلاث ساعات.
وفي الصباح الباكر، ينطلق الناس إلى مصب نهر شابورا بالقارب، قبل التوجه إلى البحر. وبدورها، تقدم ميترا بعض المعلومات عن دلفين المحيط الهندي الأحدب، مستخدمة أيضاً لعبة على شكل دلفين كمثال توضيحي.
ولن تسنح لك فرصة رؤية الدلافين فحسب، بل هناك أيضاً العديد من قناديل البحر. وتقول ميترا: "نحتاج إلى التفكير في النظام البيئي البحري باعتباره عالماً واحداً مترابطاً، حيث يؤثر كل شيء على كل شيء، بدلاً من أن يكون منعزلاً".
ومع مرور الوقت، يظهر وميض من اللونين الرمادي والوردي مع اندفاع الثدييات عبر المحيط بحثاً عن الفريسة، فهي تتحرك بسرعة إلى درجة يصعب مشاهدتها لأكثر من لمحة عابرة. ورغم ذلك، إلا أنه من المثير جداً أن تكون قريباً منها في البحر.
لكن ربما يكون برنامجها الأكثر ابتكاراً هو بالشراكة مع إدارة غابات غوا والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بالهند و"دريشتي" للخدمات البحرية، حيث تقدم تقارير عن الحياة البحرية التي تقطعت بها السبل في العديد من شواطئ غوا.
ويتمثل دور "Terra Conscious"، جنباً إلى جنب مع "IUCN"، في تنسيق العملية على أساس يومي، بينما تحتفظ المجموعتان أيضاً بقاعدة بيانات يتم تقديمها بشكل دوري إلى قسم الغابات.
طعام طازج وأفكار جديدة:
وتعمل بعض المطاعم في غوا على الالتزام بشكل أكبر بمفهوم الاستدامة. وبداية، يوفر مقهى "برانا"، الذي يقع قبالة شاطئ "أشويم" بالطرف العلوي من الولاية، أجواء غير رسمية وودية، وتقدم قائمته جميع الأطعمة الصحية والمغذية.
ويقول المؤسس فيكرام مالاني: "ترتبط فكرة برانا أولاً بالطعام الذي يتم إحضاره طازجاً إلى المائدة، مع تجنب تخزينه إلى يوم آخر، وثانياً التركيز على استخدام المكونات العضوية من مصادر محلية".
ويقع المقهى في كوخ مرتفع من القش، بُني على الطراز الساحلي التقليدي في ولاية تاميل نادو، ويستخدم حصرياً الخشب وسعف النخيل، دون اللجوء إلى الخرسانة أو المسامير. كما تستخدم الألواح الشمسية لتسخين المياه.
وتنتشر في جميع أنحاء المكان أعمالاً إبداعية فنية، تبرّع بها الرسامون المدعوون للانضمام إلى ملاذ الفنان السنوي. وتستضيف الولاية مرة واحدة في الأسبوع سوقاً للمزارعين، بينما تتم دعوة الضيوف مرة واحدة في الشهر للمشاركة في حملة تنظيف الشاطئ.
ويتم التبرع بالأرباح من خلال مؤسسة عائلية، حيث تُستخدم لرعاية الأفلام التعليمية التي تركز على القضايا البيئية، إضافة إلى تقديم خدمات استشارية مجانية مع المنظمات غير الحكومية المحلية، التي تحتاج إلى مساعدة في تصور مشاريعها، وتنفيذها، ومراقبتها.
التراث الثقافي في غوا:
وتتمتع غوا بتراث ثقافي غني ينحدر من الهندوسيين، والمسلمين، والمسيحيين، عبر قرون من الزمن تحت حكم البرتغاليين، وهي حقيقة غالباً ما يُغفلها الأشخاص الذين يندفعون إلى الشواطئ والكازينوهات.
وأُسست "Make It Happen" من قبل أخصائية السفر ماريا فيكتور في عام 2015، وهي شركة سفر تجريبية تهدف إلى تعريف السياح بهذا التراث من خلال جولات للمشي وتجارب محلية. وتتمثل الجولة الرئيسية في نزهة عبر منطقة فونتينهاس، وهي عبارة عن حي لاتيني في بانجيم، أكبر وأقدم منطقة في آسيا.
وسميت بـ"فونتينهاس" نسبة إلى الينابيع الصغيرة التي تنبثق عند قاعدة تل "ألتينو"، إذ أن شوارعها الضيقة وجدرانها المطلية بألوان زاهية هي في الواقع متعة للاستكشاف.
وبالنسبة إلى الجولة الثقافية الثانية، فستأخذك إلى جزيرة "دايفر" الكبيرة التي تقع على نهر "ماندوفي". وتقع في الجزيرة بعض مناطق غوا الريفية التي تتشبث بشدة بماضيها، حيث رفض سكانها البالغ عددهم 6 آلاف نسمة كل المحاولات لربطهم عن طريق جسر بالبر الرئيسي.
وتوجد في جميع أنحاء الجزيرة الخضراء آثار رائعة لحضارة هندوسية تم القضاء عليها تحت الحكم البرتغالي، بما في ذلك آثار قديمة لحمامات المعابد. وبعد ثلاث ساعات من الاستكشاف، تعد وجبة نباتية لذيذة في منتجع "ديفايا" بمثابة خاتمة مرحب بها للجولة.
مغامرات تعليمية:
وإذا كنت من محبي المغامرة، فرحلة نهرية مع "كونكان إكسبلوررز" هو أمر لا بد منه. وتعد هذه التجربة السياحية الفريدة هي من بنات أفكار الفرنسي، باسكال ريبو.
ويقول ريبو لـCNN: "بصفتي عالم أنثروبولوجيا مدرب، كنت دائماً مفتوناً بالعلاقة المعقدة التي تربط الهنود بالعالم الطبيعي.. وبصفتي بحاراً مدرباً، يمكنني الاعتماد على تجربتي البحرية كوني جزءاً من عائلة تبحر في مارسيليا".
وأضاف: "استطعت الجمع بين هذين الشغفين عن طريق كونكان إكسبلوررز". ويصعد الناس على متن قارب "Red Mangrove" المصمم خصيصاً من الألياف الزجاجية، وسرعان ما يتجه إلى نهر شابورا. وتعد الاستدامة جزءاً من الحزمة التي تقدمها "كونكان إكسبلوررز"، حيث توفر الألواح الشمسية طاقة لتشغيل معدات الملاحة والمرحاض البحري.
وتلتزم شركة "كونكان إكسبلوررز" بتقديم حمايتها للبيئة التي تعمل فيها، حيث يشارك الطاقم بأكمله في حملة تنظيف على النهر كل أسبوعين.ويقوم الطاقم مرتين سنوياً بإحضار تلاميذ المدارس المحليين، كجزء من جهودهم لتثقيف السكان المحليين حول أهمية حماية المنطقة.
الرفاهية في محيط طبيعي:
ولا يعد "كابو سيراي" منتجعك الفاخر النموذجي، حيث يقع هذا الملاذ الطبيعي في شبه جزيرة "كابو دي راما" في جنوب غوا. وتأسس المنتجع في عام 2019، وهو يتألف من خمسة منازل ريفية صديقة للبيئة.
وبنيت المنازل على ركائز متينة وأرض مرتفعة لتقليل التأثير الهيكلي على بيئة الغابة، وقد تم تنفيذ جميع أعمال البناء باستخدام الخشب والمواد الأصلية مثل أحجار اللاتريت، والطين، وقش جوز الهند. ويتم تقديم المياه في علب نحاسية للتخلص من البلاستيك، الذي يستخدم مرة واحدة، ويتم إدارة النفايات بعناية من خلال فصل القمامة وتحويلها إلى سماد.
وأوضح مدير المنتجع، تروبتي ويسلي: "في كابو سيراي، نفتخر بأننا غرسنا ثقافة اليقظة الذهنية لدى موظفينا ومنتجنا، ما يتيح لنا أن نقدم للضيوف تجربة حقيقية من الرفاهية والاستدامة".
ويمتد هذا الالتزام بالاستدامة إلى قوائم مطاعم المنتجع، حيث يتم إعداد الأطباق من مكونات موسمية طازجة من مصادر محلية. وفيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية، توظف "كابو سيراي" عدداً كبيراً من موظفيها في القرى المحيطة، وتنظم رحلات تنظيف على الشاطئ، بالإضافة إلى تعقيم وإطعام الكلاب الضالة في المنطقة المجاورة للمنتجع.
وإذا كنت من محبي الاستكشاف، يقدم المنتجع فرصة التجول في بعض المسارات الممتعة التي تتميز بمناظرها البانورامية، بما في ذلك قلعة كابو دي راما البعيدة، وهي أحد حصون غوا الخمسة الرئيسية.