مسلسل الفتوة: حي الجمالية التاريخي الذي خطف الأنظار في الأحداث
-
1 / 16
يتابع الجمهور باهتمام كبير في موسم رمضان 2020 أحداث مسلسل الفتوة، الذي يرصد إحدى الفترات التاريخية الشهيرة في مصر، وهي زمن الفتوات، حيث كانت الأحياء والحواري المصرية القديمة لها فتوات يحمونها ويدافعون عنها ضد أي معتد غريب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مسلسل الفتوة وحي الجمالية
ولعل من أكثر الأشياء التي أثارت إعجاب الجمهور في مسلسل الفتوة هو نجاحه في إبراز أحد أبرز وأهم الأحياء المصرية القديمة، وهو حي الجمالية، والذي يتمتع بشهرة تاريخية كبيرة، فماذا تعرف عن هذا الحي المميز؟
حي الجمالية
يعتبر حي الجمالية من أقدم وأعرق أحياء العاصمة المصرية، فهو كما تقول المراجع التاريخية بمثابة مجمع تراث مدينة القاهرة، حيث أنه يضم العديد من المعالم المهمة مثل الجامع الأزهر الشريف، وجامع الحاكم بأمر الله، وبه تتواجد أسوار وبوابات القاهرة القديمة مثل باب زويلة وباب النصر، وكذلك العديد من المدارس التي تعود للعصرين الأيوبي والمملوكي، بالإضافة إلى خان الخليلي وأسواق الصاغة والنحاسين، وغيرها.
وفقاً لتقارير محلية، فإن مساحة حي الجمالية تبلغ حوالي 25% من مساحة مدينة القاهرة الحالية، وهو محاط بالعديد من الأحياء والمناطق الشهيرة، فمن الشمال تحده أحياء الظاهر والحسينية، ومن الجنوب حي الدرب، ومن الشرق جبل المقطم، ومن الغرب أحياء الموسكي وباب الشعرية.
ويضم حي الجمالية 18 شياخة أبرزها شياخات: الجمالية وخان الخليلي والمنصورية وقصر الشوق وباب الفتوح والدراسة، والأخيرة يوجد بها جامع الإمام الحسين بن علي.
سبب تسمية حي الجمالية
هناك العديد من القصص التاريخية التي تتعلق بسبب تسمية حي الجمالية بهذا الاسم، إحداها هو أن التسمية منتسبة إلى الأمير جمال الدين الاستادار، من العصر المملوكي الجركسي، والذي قام في عام 811 هـ ببناء المدرسة الجمالية، التي كانت تعد من أعظم مدارس القاهرة القديمة.
وهناك قصة تاريخية أخرى وهي أن اسم الحي منتسب إلى الأمير بدر الدين الجمالي، والذي كان وزيراً للخليفة المستنصر بالله الفاطمي، الذي بنى الأسوار ذات الأبواب الحجرية حول القاهرة بعد أن تهدمت الأسوار التي بناها سابقاً القائد الفاطمي الشهير جوهر الصقلي.
الأهمية التاريخية لحي الجمالية
وهناك أهمية تاريخية كبيرة لحي الجمالية تمكن في موقعه المميز في قلب القاهرة، والذي ارتبط بالعديد من الأحداث والشخصيات التاريخية الشهيرة.
فمن الشمال والغرب تحد حي الجمالية أبواب الفتوح والنصر وأجزاء من السور الفاطمي، ومن الشرق يحده شارع المعز لدين الله الفاطمي ومنطقة بين القصرين، ومن الجنوب يحده شارع الأزهر.
وبحسب ما ذكره مؤرخون، فقد كانت هذه المنطقة تُمثل خُمس مساحة القاهرة في العصر الفاطمي، وفيها كانت تتواجد قصور الخلافة الفاطمية وملحقاتها.
ومع نهاية الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، تدهورت أحوال القصور الفاطمية في هذه المنطقة، فأصبح يسكنها عامة الشعب.
وفي عام 1382، قام الأمير جهاركس الخليلي، الذي كان أحد أمراء الدولة المملوكية في عهد السلطان الظاهر برقوق، بتأسيس خان الخليلي، وذلك على أنقاض ترب الخلفاء الفاطميين، والتي عُرفت باسم تربة الزعفران، حيث كانت موجودة في الجزء الجنوبي من قصر الخلافة الفاطمي.
وفي عام 1409، وكما تقول الرواية التاريخية الأبرز، قام الأمير المملوكي جمال الدين الاستادار بحل الوقفيات في منطقة رحبة باب العيد، وبنى مكانها مدرسة، ثم بدأت عامة الناس في السكن في المنطقة، وظهرت الأزقة، التي تشعبت مع مرور السنوات، ليظهر في النهاية الحي الذي عُرف باسم حي الجمالية.
شاهد أيضاً: جمال الطبيعة في السعودية كما لم تراه من قبل
مسلسل الفتوة
تدور أحداث المسلسل في عالم الأحياء الشعبية في زمن الفتوات القديم، ويقوم ببطولته كل من: ياسر جلال وأحمد صلاح حسني ومي عمر وأحمد خليل ورياض الخولي، وهو من تأليف هاني سرحان، وإخراج حسن المنباوي.
ويمكنك في ألبوم الصور أعلاه مشاهدة العديد من اللقطات من مسلسل الفتوة والتي أظهرت بنجاح حي الجمالية.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا