مسبار الأمل الإماراتي يُرسل أول صورة للمريخ: هذا ما توضحه
بعد وصوله إلى مداره في 09 فبراير/ شباط الجاري، أرسل مسبار الأمل الإماراتي أول صورة يلتقطها للمريخ، من ارتفاع 25 ألف كيلومتر عن سطح الكوكب الأحمر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتُعتبر هذه الصورة هي أول صورة للمريخ يلتقطها مسبار فضائي عربي.
تفاصيل أول صورة للمريخ يرسلها مسبار الأمل
وتُظهر الصورة التي التقطها المسبار عند شروق الشمس على المريخ، بركان "أوليمبوس مؤنس"، وهو أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية - وام- التقطت هذه الصورة على ارتفاع حوالي 25 الف كيلومتر فوق سطح المريخ.
ويظهر في الجزء العلوي من يسار الصورة، القطب الشمالي للكوكب الأحمر، ويمكن ؤرية بركان "أوليمبوس مؤنس" في وسط الصورة مع بزوغ ضوء الشمس.
كما تُظهر الصورة بشكل واضح البراكين الثلاث القريبة من خط الاستواء على المريخ وهي: قمة اسكريوس، قمة بافونيس وقمة أرسيا.
وأسفل يمين الصورة، يمكن رؤية الغيوم الثلجية فوق المرتفعات الجنوبية، كذلك يظهر بركان ألبا مؤنس في أعلى يسار الصورة.
وفي أعلى الصورة وفي يمين المنتصف ، عند النظر بين الكوكب والفضاء من حوله، يمكن رؤية الغيوم الثلجية بنجاح.
وتوفر هذه الغيوم الثلجي التي يمكن رؤيتها في مناطق جغرافية مختلفة وفي أوقات مختلفة من اليوم، نظرة شاملة عن مساهمة مسبار الأمل في تعزيز فهمنا للمناخ على المريخ.
ولي عهد أبو ظبي يُعلق
وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، علق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على إرسال أول صورة للمريخ بعدسة مسبار الأمل قائلاً: "إرسال أول صورة للمريخ بعدسة مسبار الأمل بشرى خير وفرحة جديدة ولحظة فارقة في تاريخنا، تدشن انضمام الإمارات إلى نخبة دول العالم المتقدمة في استكشاف الفضاء".
وأضاف: "إن شاء الله تسهم هذه المهمة في فتح آفاق جديدة في عملية اكتشاف الكوكب الأحمر تعود بالخير على البشرية والعلم والمستقبل".
صورة للتاريخ
ووفقاً للخطط الزمنية الموضوعة، تدشن أول صورة يلتقطها مسبار الأمل للمريخ، بداية مرحلة جمع 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن الكوكب الأحمر، يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات، ويقوم الفريق العلمي بتحليلها وفهرستها بهدف استخدامها لإحداث نقلة نوعية في العلوم العالمية وقطاع الفضاء.
وتُخلد هذه الصورة في كتب التاريخ باعتبارها أول صورة يلتقطها مسبار عربي يصل إلى أبعد نقطة في الكون، وأول صورة تُلتقط لكوكب المريخ بأجهزة علمية حديثة ومبتكرة تديرها وتشغلها كفاءات وطنية إماراتية عربية، ضمن مهمة أساسية تتمثل في توفير معلومات وبيانات وصور حول الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
ويُعتبر استقبال دولة الإمارات لهذه الصورة، مؤشراً على كفاءة مسبار الأمل وأنظمته الفرعيةة وأجهزته العلمية وجودتها، والتواصل السلس والفعال مع مركز التحكم في دبي، مما يؤكد أن مهمة المسبار تمضي وفق الخطط الموضوعة.
وحالياً يتم اختبار الأجهزة العلمية؛ تمهيداً لتهيئة المسبار للمرحلة التالية من المهمة، وهي مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي عبر مجموعة عمليات لتوجيه مسار المسبار لنقله إلى هذا المدار بأمان في أبريل المقبل.
كيف التقط مسبار الأمل أول صورة للمريخ؟
نجح مسبار الأمل في التقاط الصورة الأولى لكوكب المريخ عبر كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI، وهي كاميرا رقمية متخصصة لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي.
وتمثل هذه الكاميرا إحدى الابتكارات الناجحة والمصممة خصيصاً لتحقيق أهداف المسبار في دراسة الغلاف الجوي.
وتعتبر كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI واحدةً من 3 أجهزة علمية متطورة يحملها مسبار الأمل؛ لدراسة كوكب المريخ ونقل صورة شاملة عن مناخه وطبقات غلافه الجوي المختلفة، الأمر الذي من شأنه أن يوفر فهماً عميقاً لعمليات الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
وتستطيع كاميرا EXI، وهي كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، التقاط صورة بدقة 12 ميغابيكسل مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل.
وتتكون الكاميرا من عدستين إحداهما للأشعة الفوق بنفسجية والأخرى للأطياف الملونة تستخدم لالتقاط صور ذات تفاصيل واضحة للمريخ.
ويمكن للبعد البؤري القصير للعدسة أن يخفض من مقدار الزمن اللازم للتعريض الضوئي إلى وقت قصير جداً لالتقاط صور ثابتة أثناء الدوران حول الكوكب.
ويتكون مستشعر الكاميرا من مصفوفة أحادية اللون بدقة 12 ميغابيكسل أبعادها 3:4، ويمكن التقاط الصورة وتخزينها على شريحة الذاكرة بحيث يمكن التحكم في حجم الصورة ودقتها، مما يقلل من معدل نقل البيانات بين المسبار ومركز التحكم الأرضي.
ويستطيع المستشعر التقاط 180 صورة عالية الدقة في المرة الواحدة، ويعني ذلك إمكانية تصوير فيلم بدقة 4K عند الحاجة.
ويعتبر استخدام المرشحات المنفصلة ميزة إضافية يمكنها توفير دقة أفضل لكل لون من الألوان، بالإضافة إلى أنها توفر تفاصيل أكثر دقة في الصورة، مما يسهم في تقليل درجة عدم اليقين عند قياس الإشعاع للتصوير العلمي.
أمّا فيما يخص عدسة الأشعة فوق البنفسجية، فسيكون نطاق التردد للموجات قصيرة الطول بين "245-275" نانومتر، بينما يكون نطاق التردد للموجات الطويلة بين "305 – 335" نانومتر، أما بالنسبة لنظام العدسة الأخرى فسيكون تردد اللون الأحمر "625 – 645" نانومتر، واللون الأخضر "506 – 586" نانومتر، واللون الأزرق "405 – 469" نانومتر.
شاهد أيضاً: ماهي أفضل الأماكن للتخييم في الإمارات
ويحمل مسبار الأمل معه كذلك جهازا ثانياً وهو المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. وقد تم تطوير هذا الجهاز لالتقاط ديناميكيات الغلاف الجوي المتكاملة للمريخ، باستخدام مرآة المسح الضوئي لتوفير 20 صورة في الدورة الواحدة بدقة تبلغ من 100 إلى 300 كم لكل بيكسل.
ويستهدف هذا المقياس الطيفي دراسة الغلاف الجوي السفلي للمريخ في نطاقات الأشعة تحت الحمراء، وتوفير معلومات من الغلاف الجوي السفلي بالتزامن مع ملاحظات من كاميرا الاستكشاف.
أما الجهاز الثالث الذي حمله المسبار لدراسة كوكب المريخ فهو المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، الذي يقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ. وهو مقياس فوق بنفسجي مصمم لمراقبة التغيرات المكانية والزمنية للمكونات الرئيسة في الغلاف الحراري للمريخ. ويستهدف المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية تحديد مدى وفرة وتنوّع أول أوكسيد الكربون والأوكسجين في الغلاف الحراري على نطاقات زمنية شبه موسمية، وحساب التركيب ثلاثي الأبعاد والنسب المتغيرة للأوكسجين والهيدروجين في الغلاف الخارجي.
على سائح، تابع معنا كل أخبار السفر حول العالم وأهم نصائح السفر وأكثر المغامرات إثارة.