مدينة إسبانية تلجأ لفرض رسوم على الزوار بسبب كثرة أعدادهم
من المقرر أن تبدأ أشهر المدن في إسبانيا في فرض رسوم على السياح مقابل زيارتها حيث الكثير من الوجهات الشعبية لها علاقة حب وكراهية بالسياحة. وقدوم طوفان من الناس لزيارة مناطق الجذب المختلفة يمكن أن يحدث العجائب للاقتصادات المحلية في جميع أنحاء العالم، ولكنه قد يكون ضارًا أيضًا.
حيث قد بدأت العديد من الوجهات في اتخاذ إجراءات صارمة ضد السياحة المفرطة. وتتمثل إحدى استراتيجيات مكافحة الاكتظاظ في فرض رسوم على السياح للدخول إلى مناطق جذب ثقافية معينة. وكانت آيا صوفيا في إسطنبول قد فرضت مؤخرًا رسوم دخول ضخمة قدرها 25 يورو على السائحين، وتعتبر إشبيلية هي ثالث أكثر المدن زيارةً في إسبانيا وأحدث مدينة تنفذ مخططًا من هذا النوع.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي إشارة إلى التوتر المتزايد بين السياح والمجتمعات المحلية، بدأت إشبيلية كمدينة تاريخية وجذب سياحي رئيسي، في فرض رسوم على السياح الذين يزورون المعالم السياحية الشهيرة في المدينة. ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو مفاجئة، إلا أنها ليست بالجديدة بالوقت الحالي، حيث بدأت العديد من المدن السياحية الرئيسية في جميع أنحاء العالم في اتخاذ إجراءات للتصدي للازدحام السياحي الزائد والتأثيرات السلبية المرتبطة به.
ولكن في حين أن السياحة قد تعزز كذلك الاقتصادات المحلية وتخلق فرص عمل، إلا أنها قد تؤثر أيضًا سلبًا على البيئة، وتؤدي إلى زيادة الازدحام وارتفاع تكاليف المعيشة للسكان المحليين. لذا فإن فرض رسوم على السياح قد يكون وسيلة لتخفيف هذه الآثار السلبية ولتحقيق توازن أفضل بين السياح والمجتمعات المحلية.
وبلازا دي إسبانيا، وهو مجمع يشبه القصر على الطراز المغربي الجديد محاط بخندق مائي، يزوره آلاف السياح بشكل يومي إنه على شكل نصف دائرة ويمكن الوصول إليه عن طريق أحد جسوره الأربعة، ولكن كذلك الدخول إليه سيخضع قريبًا لرسوم. للسياح على أي حال.
وقال منشور كتبه خوسيه لويس سانز، عمدة إشبيلية، على موقع X، إن الأموال سيتم تخصيصها للحفاظ على الساحة وضمان سلامتها، وفقًا لصحيفة التايمز. ومع ذلك، ليس الجميع سعداء بهذا الاقتراح.
وصرح ماريا خيسوس مونتيرو، النائب الأول لرئيس الوزراء، في موقع "X" "إن خصخصة الفضاء العام لا يمكن أن تكون الحل لرعاية والحفاظ على ساحة إسبانيا بإشبيلية، وهي كذلك جوهرة ثقافية مملوكة للجميع. وكان هناك أيضًا الكثير من الانتقادات من السياح في الموقع وعلى الانترنت.
لذا اقترح سكان إشبيلية أن فرض ضريبة على مستوى المدينة سيكون أكثر ملاءمة فقد نفذت العديد من البلدان والمدن هذه الضريبة في الآونة الأخيرة.
ومع هذا فإن هذه الخطوة قد تثير العديد من الأسئلة والتساؤلات، مثل هل ستؤثر هذه الرسوم على جاذبية إشبيلية كوجهة سياحية؟ وهل ستكون معقدة ومحبطة للسياح؟ وهل ستؤدي إلى انخفاض عدد السياح الذين يزورون المدينة؟
بالنسبة لإشبيلية فإنه من الواضح أن هذه الخطوة تعكس رغبة المدينة في إيجاد حلول لتحقيق توازن بين استقبال السياح وحماية البيئة والثقافة المحلية. وذلك بالرغم من أنه قد يكون من الصعب تحقيق هذا التوازن، إلا أنه يبقى أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية التنمية السياحية في المدينة بطريقة مستدامة.