ماذا يحدث للطائرات عندما تتقاعد؟
-
1 / 14
سرب وراء سرب من الطائرات المهجورة المتراكمة ببطء هنالك في الصحراء.
قد تكون مقابر الطائرات مذهلة لكنها مجرد جزء صغير من الصناعة المذهلة التي تهتم بالطائرات التجارية عندما تخرج عن الخدمة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فعندما تقترب طائرة من نهاية عمرها التشغيلي نظام صناعي ومالي كامل يُنشأ ويمتد إلى شركات إعادة التدوير.
كنز مخفي
حتى تلك الطائرات التي تُعتبر قديمة جداً في الطيران يمكن أن تُعطي قيمة كبيرة في تصاميمها الداخلية.
ويقول Mark Gregory مدير شركة Ar Salvage International وهي شركة خدمات طيران مقرها مطار كوتسوولدز في المملكة المتحدة: يعتمد قرار تفكيك طائرة في الغالب على ما إذا كانت قيمة أجزائها ومكوناتها أعلى من قيمة الطائرة كآلة طيران.
لذلك العديد من الطائرات لا تصل حتى إلى عمر الشيخوخة.
وقال Gregory لـ CNN Travel: متوسط عمر الطائرة التي نفككها 18 عام، وهذا بالفعل أقل بكثير من العمر التشغيلي النظري الذي صُممت لأجله، وفي بعض الحالات قمنا بتفكيك طائرات لم يكن عمرها 10 سنوات. وقد قامت شركته بتفكيك حوالي 730 طائرة تجارية من كافة الأنواع في العقود الماضية.
وقد جذبت إمكانيات أجزاء الطائرات اهتمام شركات الاستثمار المتخصصة.
و يوضح David Treitel المدير التنفيذي السابق في مجموعة Apollo Aviation Group وهي شركة خدمات مالية مقرها ميامي وناشطة في هذا السوق: إنها صناعة ضخمة للغاية.
معظم القيمة موجودة في المحركات ولكن يوجد سوق نشط لكافة أنواع القطع وقطع الغيار المستخدمة. فغالباً ما يكون أفضل لشركة الطيران أن تستبدل جزء مكسور بآخر مستعمل بدلاً من إصلاحه.
وبما أن توفير مكونات محددة صعب نوعاً ما فإن الزيادة في الطلب يمكن أن يؤدي إلى اندفاع عالمي وبالتالي تزيد القيمة النسبية للطائرة وأجزائها الأساسية.
وعلى الرغم من الضمانات المتخذة والإشراف التنظيمي - يجب تعقب وحساب جميع الأجزاء بشكل صحيح- فالطبيعة العالمية لهذه السوق ووسطائه الكثيرون يعني أن بعض المنتجات المزيفة قد تصل إلى سلسلة الواردات.
ويمكن أن يساعد في هذا تكنولوجيا بلوكشين الرقمية الوليدة.
ويقول Eleanor Mitch مؤسس شركةSafeFlights ، مقرها باريس والتي تطور تكنولوجيا العقود الذكية لضمان الفضاء الجوي: بشكل تقديري نسبة 2% على الأقل هي أجزاء مزيفة، وبالنظر إلى العدد الكبير من الأجزاء في كل طائرة فستعلم حجم هذه المشكلة.
من التقاعد إلى الخردة
إن تم الاعتناء بها بشكل صحيح يمكن أن يكون للطائرة زمن تشغيل طويل يمتد لعدة عقود.ىوقد تفضل بعض شركات الطيران أنواع الطائرات القديمة لأسباب تشغيلية.
وعلى سبيل المثال شركةAlliance Airlines وهي شركة طيران متخصصة تقدم خدمات التعدين في أستراليا. فشركة الطيران هذه والتي تتخذ من Brisbane مقراً لها تقوم بآخذ طائرة Fokker 100 المستعملة عند خروجها من الخطوط الجوية الأوروبية. فقوة وموثوقية طائرة Fokkers القديمة تجعل منها مثالية للعمل في المطارات الساخنة والمغبرة التي تعمل بها Alliance.
ومع ذلك معظم الطائرات هذه لا تحصل على فرصة للاستمتاع بحياة ثانية في أستراليا بل تكون بداية النهاية وهي رحلة إلى مطار التخزين.
حيث يوجد مجموعة من مرافق التخزين في جميع أنحاء العالم، يقع عدد قليل منها في جنوب غرب الولايات المتحدة للاستفادة من المناخ الجاف وتوافر الأراضي. وفي أوروبا توجد أماكن مماثلة في Cotswolds (المملكة المتحدة) و Tarbes و Francazal (فرنسا) و Teruel (إسبانيا).
وفي كثير من الأحيان يكون التخزين مؤقت بينما يتم تبادل الطائرات وتنتقل إلى مالكيها الجدد ولكن بالنسبة إلى بعض الطائرات تكون هذه الخطوة السابقة لإزالة التسجيل و بداية التفكيك.
وعندما يتم اتخاذ القرار بأن الطائرة لن تطير مرة أخرى، فهي بدايةً تجرد من أي مكونات قيمة.
يقول Gregory: تعتمد كمية المكونات التي يمكن إعادة استخدامها على عمر الطائرة. وقد نقوم بإزالة حوالي 1200 جزء من طائرة من طراز A320 حديثة إلى حد ما، وتنتج المحركات 80% إلى 90% من القيمة ودائماً نبدأ بها.
وبمجرد خلوها من أي أشياء ثمينة يمكن قطع أجزاء من هيكل الطائرة ونقلها لاستخدامها كمرافق تدريب للطاقم أو رجال الإطفاء أو في المؤسسات التعليمية.
وأي شيء آخر يمكن إعادة تدويره أو بيعه للخردة.
وفي الواقع بمجرد إلغاء تسجيل الطائرة يتم تصنيفها على أنها نفايات ويجب معالجتها وفقاً للأنظمة البيئية.
ولا يخفى على أحد أنَّ أحد أبرز اللاعبين في هذا المجال هي الشركة الفرنسية Tarmac Aerosave التي تدير منشآت في Tarbes و Francazal و Teruel وهي في الواقع مملوكة من قبل شركات الطيران Airbus و Safean معاً بالإضافة إلى إدارة النفايات العملاقة suez.
ويتطلب تفكيك طائرة مهارات متخصصة وبعض التقنيات الذكية لفصل وإعادة تدوير المعادن والبلاستيك والسوائل المختلفة التي تضمها.
وفي بعض الأحيان لا يتم إعادة تدوير الطائرة ولكنها ببساطة تُترك للصدأ ويشرح Treitel قد توجد أسباب قانونية أو مالية لمالك الطائرة لكي لا يتم إلغاء تسجيل الطائرة، حتى عندما يكون من الواضح أنها لن تطير مرة أخرى. وهنا عندما ترى مقابر الطائرات المثيرة للإعجاب تلك.
تقاعد غير عادي
في بعض الحالات يتم تعيين الطائرات لأدوار غير عادية بعد التقاعد.
وهو حال طائرة بوينغ 747 التابعة لشركة Virgin Atlanticفبعد الخروج من الخدمة تم نقل هذه الطائرة الضخمة إلى شركة Virgin Galactic الشقيقة بحيث يمكن أن تخدم بمثابة منصة إطلاق لمركبات الفضاء الجديدة الخاصة بها.
كما قام بعض الأفراد ورجال الأعمال أيضاً بشراء طائرات قديمة لتحويلها إلى فنادق أو مطاعم أو مناطق جذب سياحي.
وطائرة بوينغ 767 التي كانت تابعة إلى شركة الطيران الروسية المفلسة الآن Transaero تصدرت عناوين الصحف عندما تم نقلها من خلال قارب إلى مكانها الجديد في مدينة الملاهي في غرب أيرلندا مما وفر فرص لالتقاط صور رائعة عبرها.
ويمكن للمسافرين المقيمين في مطار أرلاندا في ستوكهولم النوم في فندق Jumbo Stay وكما يوحي اسمه تم تصميمه في طائرة بوينج 747 قديمة والتي تم منحها دور جديد في الفنادق.
وبجانب مطار زيوريخ يحتل نموذج Ilyushin II-14 السوفيتي القديم المركز في مطعم Runway34.
وهذا الحنين إلى العصور الماضية يعني أنه نادراً ما تُبذل محاولات لإعادة الطائرات القديمة إلى الحياة.
ولكن هذا كان حال مشروع Lufthansa لاستعادة طائرة Lockheed Super من 1950 حيث تم الحفاظ على هيكل الطائرة ولكن تم إعادة بناء قمرة القيادة والمقصورة بالكامل وجهزت بأجهزة الطيران الحديثة بتكلفة كبيرة.
وعلى أيّة حال ما يبدو واضحاً أنه مع النمو المثير للإعجاب لأسطول الطائرات التجارية العالمية في السنوات الأخيرة، ستكون أعمال التخزين وإعادة التدوير وإيجاد أماكن جديدة للطائرات المتقادمة مؤمنة أيضاً.