ماذا يحدث للجسم عند إقلاع وهبوط الطائرة؟

  • تاريخ النشر: منذ 5 ساعات
مقالات ذات صلة
ماذا يحدث للجسم عند هبوط الطائرة؟
هل يُنصح بالنوم خلال إقلاع أو هبوط الطائرة؟
ما الذي يحدث بالفعل أثناء الهبوط الاضطراري للطائرة؟

تعد الرحلات الجوية واحدة من أكثر وسائل النقل استخدامًا في الوقت الحالي، لكنها تأتي مع تأثيرات ملحوظة على الجسم بسبب التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي والمحيط المحيط بنا. يُعد الإقلاع و الهبوط من أكثر المراحل التي يواجه فيها المسافرون تغيرات فيزيائية محسوسة، قد يشعرون خلالها بعدد من الأعراض المزعجة. فما الذي يحدث لجسمك في هذه اللحظات الحاسمة؟ إليك شرحًا تفصيليًا لما يحدث عند إقلاع وهبوط الطائرة وكيفية التكيف مع هذه التغيرات.

الإقلاع: تحديات الضغط والهواء

عند إقلاع الطائرة، يمر المسافرون بتغيير مفاجئ في الضغط الجوي، حيث يرتفع الضغط داخل المقصورة بشكل سريع بينما ينخفض خارجه مع ارتفاع الطائرة. في البداية، قد يشعر المسافر بضغط في الأذنين والوجه، وتعتبر هذه الظاهرة نتيجة مباشرة لانخفاض الضغط الجوي الخارجي مقارنة بالضغط داخل الطائرة. هذه التغيرات تؤثر على الأذن الوسطى، حيث تحتاج الأذن إلى تعديل الضغط الداخلي والخارجي لتجنب الشعور بالضغط المزعج. في حالة عدم التوازن بين الضغطين، يشعر الشخص بامتلاء أو انسداد في الأذنين.

أحد التأثيرات الشائعة للإقلاع هو شعور بعض الأشخاص بـ الغثيان أو الدوار بسبب الحركة المفاجئة للطائرة في الهواء. يمكن للجهاز العصبي أن يتفاعل مع هذا التغيير المفاجئ في الارتفاع والحركة، مما يسبب الشعور بعدم الارتياح. ومن أبرز الأعراض التي قد يعاني منها البعض عند الإقلاع أيضًا هو الشعور بـ جفاف الفم بسبب التغيرات في رطوبة الجو داخل المقصورة.

الأنف أيضًا قد يتأثر بالتغيرات المفاجئة في الضغط، حيث يصاب البعض بـ انسداد الأنف أو زيادة في المخاط بسبب الجفاف الناتج عن الهواء الجاف داخل الطائرة. علاوة على ذلك، يمكن أن يشعر المسافرون بتغيرات في ضغط الجيوب الأنفية، مما يسبب بعض الألم أو التورم في منطقة الوجه.

الهبوط: التأثيرات الفيزيائية على الجسم

بمجرد أن تبدأ الطائرة في الهبوط، يواجه الجسم تغيرًا مغايرًا في الضغط الجوي، حيث يبدأ الضغط الخارجي في الزيادة بشكل أسرع من الضغط داخل المقصورة. هذه العملية تؤدي إلى الشعور بألم في الأذنين وأحيانًا قد يكون الألم أشد من ذلك إذا لم تكن الأذن قد تكيفت مع التغيرات في الضغط أثناء الإقلاع. يحدث ذلك نتيجة لأن الأذن تحتاج إلى تعديل الضغط داخل الأذن الوسطى ليتناسب مع الضغط المحيط.

الهبوط قد يتسبب أيضًا في زيادة الضغط على الجهاز التنفسي، حيث يضطر الجسم إلى التكيف مع انخفاض الأوكسجين في المقصورة والذي يرافق الهبوط من ارتفاعات عالية. مع هبوط الطائرة، قد يعاني البعض من ضيق التنفس أو زيادة في ضربات القلب نتيجة زيادة الضغط المحيط على الصدر والرئتين.

كما يُحتمل أن يعاني البعض من دوار أو شعور بالغثيان في هذه المرحلة أيضًا، خصوصًا إذا كانت الطائرة تهبط بسرعة كبيرة أو تمر عبر تيارات هوائية مضطربة. كما أن الضغط على الأوعية الدموية قد يسبب إحساسًا ببعض الألم في المفاصل أو التورم في الأطراف، خاصة لمن يعانون من مشكلات الدورة الدموية.

كيفية التكيف مع هذه التغيرات؟

رغم أن التغيرات في الضغط والهواء قد تكون مزعجة، إلا أن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التخفيف من تأثيراتها على الجسم. عند الإقلاع، يمكن تجنب مشاكل الأذن من خلال البلع أو التثاؤب بانتظام، حيث يساعد ذلك في تعديل الضغط داخل الأذن. كما يُنصح بشرب الماء باستمرار لتجنب الجفاف الذي يحدث بسبب الهواء الجاف داخل الطائرة.

يمكن أيضًا مضغ العلكة أو استخدام قطرات الأذن التي تساعد في منع الشعور بالانسداد أثناء الرحلة. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الغثيان أثناء الإقلاع أو الهبوط، يمكن أن يكون تحديد مكان الجلوس في منتصف الطائرة أفضل، حيث يكون هذا الموقع أكثر استقرارًا من باقي الأماكن في الطائرة.

عند الهبوط، يُنصح بالتنفس بعمق لتسريع عملية التكيف مع الضغط المتزايد، وإذا كنت تعاني من مشكلات في الأذن أو الجيوب الأنفية، يمكن استشارة الطبيب قبل الرحلة لاستخدام بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الانزعاج. بالإضافة إلى ذلك، تجنب النوم أثناء الهبوط لأن هذا قد يؤثر على قدرة جسمك على التكيف بسرعة مع التغيرات.

إقلاع وهبوط الطائرة هما من أكثر المراحل التي يشعر خلالها المسافرون بتغيرات فيزيائية ملموسة تؤثر على الجسم. التغيرات في الضغط الجوي والمحيط قد تؤدي إلى مشاعر من الانزعاج مثل الضغط على الأذنين أو الغثيان، ولكن بفهم هذه التغيرات واتباع بعض النصائح البسيطة، يمكن للمسافرين تقليل هذه التأثيرات والتمتع برحلة أكثر راحة وسلاسة.