ماذا تعرف عن معبد حورس المصري في إدفو؟
باعتبار معبد حورس واحد من أفضل المواقع التاريخية المحفوظة في مصر، فهي محطة مفضلة للسياح البريين والزوار المستقلين الذين يسافرون عبر وادي النيل، ويقع معبد حورس في مدينة إدفو القديمة على الضفة الغربية لنهر النيل تقريبًا في منتصف الطريق بين مينائي الأقصر وأسوان الرئيسيين، وهناك سببان لبقاؤه على حالته المذهلة هذه، والأولى هي أنه تم تشييده في وقت أقرب بكثير من أقدم الآثار الفرعونية في مصر، والثاني هو أنه كان مليئًا برمال الصحراء الواقية لعدة قرون قبل أن يتم التنقيب عنها في منتصف القرن التاسع عشر، واليوم هو واحد من أكثر المعابد القديمة في البلاد شُهرة.
تاريخ معبد حورس
تم بناء معبد حورس الحالي في موقع معبد سابق كان مخصصًا أيضًا لحورس، إله السماء برأس صقر، وكان حورس اختيارًا شائعًا لعروض المعابد في مصر القديمة، حيث كان يعتبر حامي الفراعنة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المعبد الحالي للمملكة البطلمية وليس مصر، ولكن في 237 قبل الميلاد الثالث، وقد تم بناؤه من قبل بطليموس والد كليوباترا الثاني عشر، ثم تم الانتهاء منه في عام 57 قبل الميلاد في عهد بطليموس، وقد تأسست سلالة البطالمة عام 305 قبل الميلاد على يد مواطن مقدوني من الإسكندر الأكبر وكانت آخر وأطول سلالة حاكمة في التاريخ المصري.
كان المعبد الأكبر في مصر مخصصًا لعبادة حورس ويستضيف العديد من المهرجانات والاحتفالات على شرفاته، والتي تعطي فكرة عن ازدهار العصر البطلمي، وقد ساهمت ثروة نقوشها بشكل كبير في معرفتنا بمصر كدولة هلنستية.
استمر المعبد كمكان مهم للعبادة حتى عام 391 م، عندما أصدر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول مرسومًا يحظر الوثنية في الإمبراطورية الرومانية بأكملها، بينما حاول المسيحيون تدمير العديد من نقوش المعبد، وتشير علامات الاحتراق السوداء على سقف قاعة الأعمدة إلى هذه المحاولات.
لحسن الحظ، كانت جهودهم غير ناجحة وبمرور الوقت، تم دفن المعبد بواسطة رمال الصحراء والطمي من نهر النيل، حتى بقيت قمم الصرح أو البوابة الضخمة مرئية فقط.
حدد المستكشفون الفرنسيون الصرح عام 1798 على أنه ينتمي إلى معبد حورس ومع ذلك، لم يشرع عالم المصريات الفرنسي الأسطوري أوغست مارييت حتى عام 1860 في المهمة الشاقة المتمثلة في التنقيب في الموقع وإعادته إلى مجده السابق، وبصفته مؤسس دائرة الآثار المصرية، كانت مارييت مسؤولة عن استعادة وترميم العديد من المعالم الأثرية الأكثر شهرة في مصر.
تخطيط معبد حورس
تم بناء معبد حورس من كتل الحجر الرملي، وعلى الرغم من بنائه من قبل البطالمة، فقد تم تصميمه لنسخ تقاليد البناء في العصور الفرعونية السابقة، ونتيجة لذلك، فإنه يوفر نظرة ثاقبة على التفاصيل المعمارية التي تم فقدها منذ ذلك الحين في المعابد السابقة مثل الأقصر والكرنك.
محتويات معبد حورس
يدخل الزوار من خلال البوابة الضخمة التي يبلغ ارتفاعها 118 قدمًا ويحيط بها من كلا الجانبين تماثيل جرانيتية لحورس على شكل صقر، والنقوش ترتفع فوق الباب، بينما حورس الثاني عشر يصور بطليموس وهو يضرب أعداءه.
قم بالمرور عبر الصرح وادخل إلى الفناء الكبير، حيث يصطف 32 عمودًا على ثلاثة جوانب من مساحة مفتوحة كانت تستخدم في السابق للاحتفالات الدينية، وتزين المزيد من النقوش البارزة جدران الفناء، أحدها ذو أهمية خاصة، يظهر الاجتماع السنوي لحورس وزوجته حتحور يزوران من معبده في دندرة.
على الجانب الآخر من الفناء، يفتح المدخل الثاني على قاعات الأعمدة الخارجية والداخلية وعلى عكس العديد من المعابد القديمة في مصر، لا تزال أسقف هذه القاعات سليمة، مما يضيف إحساسًا رائعًا بالأجواء المختلفة لتجربة الدخول إلى الداخل.
سترى اثنا عشر عمودًا تدعم كلا قاعتي الأعمدة، وفي الصالة الخارجية هناك غرفتان على اليسار واليمين، إحداهما تستخدم كمكتبة للمخطوطات الدينية والأخرى تُسمى قاعة البركات.
تعمل إحدى الغرف المؤدية إلى قاعة الأعمدة الداخلية كمختبر لإعداد طقوس البخور والعطور، وما وراء قاعات الأعمدة توجد غرفتا الانتظار الأولى والثانية، حيث يودع كهنة المعبد قرابينهم إلى حورس.
يتم الوصول إلى الحرم، وهو أقدس مكان في المعبد، من خلال هذه الغرف الأمامية ولا يزال يضم المعبد المصقول المصنوع من الجرانيت الذي كان يقف عليه تمثال العبادة الذهبي لحورس ذات يوم.
الحاجز الخشبي (المستخدم لحمل التمثال خلال المهرجانات) هو نسخة من الأصل وهو معروض حاليًا في متحف اللوفر في باريس.
ومما يثير الاهتمام أيضًا مقياس النيل المستخدم لقياس مستوى مياه النهر والتنبؤ بنجاح الحصاد القادم، والصرح المدمر لمعبد المملكة الحديثة السابق الذي حل محل الهيكل الحالي.
كيف تذهب لزيارة معبد حورس؟
إذا كنت تخطط لرحلة بحرية في النيل بين الأقصر وأسوان (أو العكس)، فمن المؤكد أن خط سير الرحلة سيتضمن توقفًا في إدفو، وتقدم العديد من الشركات أيضًا جولات يومية من الأقصر إلى إدفو، وغالبًا ما تتوقف عند معبد كوم أمبو.
من الجدير بالذكر أن تجربة السفر كجزء من جولة سياحية له فوائد كثيرة، والمرشد السياحي يمكنه شرح أهمية نقوش وتماثيل المعبد.
ومع ذلك، إذا كنت ترغب في الزيارة بشكل مستقل، يمكنك استئجار سيارة خاصة أو تاكسي من الأقصر أو ركوب القطار المحلي، حيث يستغرق القطار ساعة ونصف من الأقصر وأقل من ساعتين من أسوان، كما يحتوي المعبد على مركز زوار به مكتب تذاكر وكافتيريا ودورات مياه ومسرح يعرض فيلمًا مدته 15 دقيقة عن تاريخ المعبد.
ماذا تزور أيضًا في إدفو؟
كمدينة، تسبق إدفو المعبد لعدة آلاف من السنين وكانت ذات يوم عاصمة للقبة الثانية في صعيد مصر، وتقع أنقاض المستوطنة القديمة إلى الغرب من المعبد وتُعرف باسم تل إدفو.
في حين تم هدم معظم المباني وتآكلها على مر القرون، فإن ما تبقى يقدم نظرة ثاقبة لنمو إدفو من نهاية المملكة القديمة إلى العصر البيزنطي، وعلى بُعد حوالي ثلاثة أميال جنوب المدينة تقع بقايا هرم صغير، وعلى الرغم من أنها ليست مثيرة للإعجاب مقارنة بالأهرامات السليمة إلى حد كبير في الجيزة وسقارة، إلا أنه يُعتقد أنها تعود إلى عهد فرعون الأسرة الثالثة هوني، مما يجعلها أكثر من 4600 عام.
معلومات هامة قبل زيارة معبد حورس
تتمتع إدفو بمناخ صحراوي حار، ويمكن أن تكون درجات الحرارة في الصيف شديدة الحرارة، وتعتبر شهور ديسمبر ويناير هما مواسم الذروة للسياحة ويمكن أن تكون مزدحمة، لذلك بالنسبة للعديد من المسافرين فإن أفضل وقت للزيارة هو خلال شهور فبراير إلى أبريل ومن سبتمبر إلى نوفمبر.
تظل درجات الحرارة مرتفعة حتى خلال هذه الأشهر، لذا تأكد من إحضار الكثير من الماء وأدوات الحماية من أشعة الشمس، وإذا كان لديك الخيار، فعادةً ما تكون الزيارة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر أكثر متعة من حيث المناخ والازدحام، كما أنه أيضًا يعتبر أفضل وقت لتصوير المعبد.