ماذا تعرف عن الصندوق الأسود؟ خازن أسرار الطائرات
يعتقد البعض أن تسميته بالصندوق الأسود ترجع إلى لونه لكن في الحقيقة فإن لونه يكون إما أصفر أو برتقالي
كثير ما نطالع أخباراً عن حوادث تحطم الطائرات، وبحث فرق التحقيق عما يسمى بـ"الصندوق الأسود"، في محاولة منهم لفك لغز الحادث وتفاديه في الرحلات المستقبلية إن أمكن.
لكن هل تعرف بالتحديد ما هو الصندوق الأسود؟ ومتى تم اختراعه؟ ولماذا تهتم فرق التحقيق بالبحث عنه في أي حادث تحطم طائرة؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إذا كنت لا تعرف الإجابة، تابع معنا السطور التالية.
الصندوق الأسود
هو عبارة عن جهاز تسجيل بيانات محمي بشدة على غرار القرص الصلب أو بطاقة الذاكرة، ويسجل جميع بيانات الرحلة مثل: مسار الرحلة، ارتفاع الطائرة، موقع الطائرة، السرعة، درجة الحرارة في المحرك والعادم وحالة جسم الطائرة وعناصر أخرى يصل عددها إلى 300 عنصر.
هذا بالإضافة إلى: المحادثات التي تتم في قمرة القيادة وإعلانات الطيار للركاب وإشارات الراديو في الطائرة.
ووفقاً للوائح الطيران، يجب أن تحتوي كل طائرة على اثنين من تلك الأجهزة.
تارخ اختراع الصندوق الأسود
يعود تاريخ الصندوق الأسود في الطائرات إلى خمسينيات القرن الماضي، بداية مرحلة الطيران المدني، ويقف وراء الاختراع قصة حزينة حدثت للأسترالي ديفيد وارن، الذي فقد والده في عام 1934 في حادث طائرة مجهول السبب، الأمر الذي دفعه للاهتمام بعلوم الإلكترونيات ودراستها في جامعة سيدني، كما نال الدكتوراه في الكيمياء ووقود الطائرات.
وفي عام 1953، كان خبراء الطيران يجاهدون في سبيل معرفة أسباب حوادث سقوط عدد من طائرات شركة "كوميت"، التي بدأت تلقي ظلال الشك على مستقبل الطيران المدني برمته.
وبعد عام، اقترح عالم الطيران ديفيد وارن، صنع جهاز لتسجيل تفاصيل رحلات الطيران، وفي عام 1958 ابتكر نموذجاً لذلك الغرض أطلق عليه اسم "IRL" اختصاراً لـ"وحدة ذاكرة الرحلة".
لكن وارن أصيب بالدهشة عندما رفضت سلطات الطيران الأسترالية جهازه وقالت إنه عديم الفائدة في مجال الطيران المدني، وأطلق عليه الطيارون اسم "الأخ الكبير" الذي يتجسس على أحاديثهم، على سبيل التندر.
لم يستسلم ديفيد وارن ونقل ابتكاره إلى بريطانيا، حيث وجد ترحيباً وحماساً لتطبيقه، وبثت إذاعة BBC تقريراً حول فكرة الجهاز وتقدمت الشركات بعروض لتطويره وتصنيعه.
وفي غضون ذلك، كان جهاز آخر يتم تطويره في الولايات المتحدة. وفي عام 1960 بدأت الإجراءات الأولى لجعل وضع الصندوق الأسود على متن الطائرات أمراً إلزامياً.
لماذا سُمي بالصندوق الأسود
يعتقد الكثيرون أن سبب تسمية الصندوق الأسود بهذا الاسم يرجع إلى لونه، لكن في الواقع هذا أمر غير صحيح، حيث إن ألوان الصندوق الأسود في مختلف الطائرات تكون إما أصفر أو برتقالي؛ وذلك لتسهيل مهمة العثور عليه في حال سقوط الطائرة، فقد تسقط في البحار أو الغابات أو غير ذلك من الأماكن التي قد لا يُلاحظ فيها الألوان الداكنة.
وبالنسبة لسبب التسمية، فإنه يرجع لارتباط هذا الصندوق بحوادث الطيران والكوارث.
تصميم الصندوق الأسود
تتراوح أبعاد الصندوق من 34 سم طولاً و12 سم عرضاً، فهو صغير الحجم نسبياً، ويتم تصنيعه من مواد شديدة التحمل لأقصى درجات الضرر والتدمير، والقدرة على البقاء في أعماق البحار دون تلف البيانات التي يحويها لفترة تصل إلى 30 يوماً، مثل مادة التيتانيوم المحاطة بمادة عازلة تجعلها تتحمل صدمات تبلغ قوتها أضعاف قوة الجاذبية الأرضية، وتتحمل حرارة تفوق 1000 درجة مئوية، وضغطاً قوياً يعادل ضغط المياه على عمق 200 ألف قدم تحت سطح البحر.
ويخضع الصندوق الأسود لاختبارات شديدة القوة، مثل إطلاقه من مدفع صاروخي تجاه جدار؛ لمحاكاة صدمات سقوط الطائرة وهي تحلق بسرعة تفوق 100 ميل/ الساعة.
استخراج البيانات من الصندوق الأسود
عند انتشال الصندوق الأسود بعد أي حادث، يتم التوجه به إلى مختبرات متخصصة في تحليل البيانات بواسطة أجهزة غاية التطور تعتمد على تكنولوجيا الاستشعار والكشف المغناطيسي.
وفي البداية، يتم تحليل البيانات الصوتية المسجلة في الصندوق، ثم استعادة باقي البيانات التي تخص مسار الرحلة لمعرفة ما جرى قبل سقوطها.
وقد تستغرق تلك المهمة أسابيع عدة، وتعتمد المدة على مدى الدمار والضرر الذي تعرض له الصندوق الأسود.
تابع معنا على سائح كل أخبار السفر حول العالم وما يتعلق بالخطوط الجوية وأكثر المغامرات إثارة.