ما هي الإجازات الرسمية في الصين؟
تعد الصين واحدة من الدول التي تتمتع بتقويم مليء بالعطلات الرسمية، حيث تشمل إجازاتها مزيجًا من الأعياد التقليدية المرتبطة بالتاريخ والثقافة الصينية، بالإضافة إلى المناسبات الوطنية الحديثة. وتختلف مدة هذه الإجازات، حيث تمتد بعضها ليوم واحد، بينما تمتد أخرى لأسبوع كامل، مثل عيد الربيع الذي يُعرف برأس السنة الصينية.
كما أن بعض هذه العطلات تعتمد على التقويم القمري، ما يجعل تواريخها تتغير سنويًا، في حين أن العطلات الوطنية الحديثة تتبع التقويم الميلادي. فيما يلي نظرة تفصيلية على أهم الإجازات الرسمية في الصين، مع تسليط الضوء على معانيها وكيفية الاحتفال بها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
العطلات الوطنية الحديثة: احتفالات تجسد الفخر الوطني
تبدأ قائمة العطلات الرسمية في الصين بعيد رأس السنة الميلادية الذي يحتفل به في الأول من يناير، على الرغم من أن الاحتفالات به ليست بنفس حجم الاحتفالات في الغرب، إذ تركز الصين بشكل أكبر على تقاليدها الخاصة المرتبطة بالسنة القمرية الجديدة.
ومع ذلك، يستغل الكثيرون هذا اليوم كفرصة للراحة وقضاء الوقت مع العائلة. يلي ذلك أهم مناسبة وطنية حديثة، وهي العيد الوطني الذي يُحتفل به في الأول من أكتوبر كل عام، ويستمر لمدة أسبوع كامل فيما يُعرف بـالعطلة الذهبية. هذا العيد يحيي ذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، وتشمل احتفالاته عروضًا عسكرية ضخمة، وألعابًا نارية، ومسيرات وطنية، حيث يتوجه الملايين إلى الأماكن السياحية الشهيرة، مما يجعله أحد أكثر المواسم ازدحامًا في الصين. ومن بين العطلات الحديثة أيضًا، هناك عيد العمال الذي يصادف الأول من مايو، ويحتفل به بمنح عطلة تمتد لعدة أيام، حيث يستغلها الصينيون للسفر الداخلي أو الاسترخاء.
الأعياد التقليدية الكبرى: مزيج من الطقوس والثقافة الصينية العريقة
تعتبر رأس السنة الصينية (عيد الربيع) أهم عطلة رسمية في الصين، حيث يمتد الاحتفال بها لمدة أسبوعين ويشمل مهرجانات ضخمة، وعروضًا ثقافية، وولائم عائلية، وهو مناسبة للتجمع العائلي وتكريم الأجداد. وتنتشر خلاله تقاليد مثل توزيع "الهونغ باو" (المغلفات الحمراء التي تحتوي على أموال الحظ)، إضافة إلى إشعال الألعاب النارية لطرد الأرواح الشريرة.
وبعد رأس السنة الصينية، يأتي مهرجان تشينغمينغ، أو عيد الصفاء والنقاء، الذي يُقام في أوائل أبريل، وهو مناسبة لزيارة قبور الأجداد وتكريمهم من خلال تقديم القرابين وترتيب الزهور. كما يعتبر عيد قوارب التنين، الذي يقع عادةً في يونيو، من العطلات التقليدية المهمة، حيث يتضمن سباقات القوارب الملونة، وتناول كعك الأرز اللزج "تسونغتسي"، وهو مستوحى من أسطورة الشاعر الصيني تشو يوان. وفي منتصف الخريف، يحتفل الصينيون بعيد منتصف الخريف، الذي يُعرف أيضًا بـ"مهرجان القمر"، وهو مناسبة تُكرس للم شمل العائلة، وتناول كعك القمر التقليدي، ومشاهدة البدر المكتمل، حيث يعتبر هذا العيد رمزًا للوحدة والازدهار.
إجازات أخرى وتأثيرها على الحياة اليومية في الصين
إلى جانب العطلات الوطنية والتقليدية الكبرى، هناك بعض المناسبات الأخرى التي تُمنح فيها عطلات قصيرة، مثل عيد الشباب الصيني الذي يصادف الرابع من مايو ويخصص لتكريم الشباب وإبراز دورهم في المجتمع، إلا أن العطلة تُمنح بشكل محدود. كما أن هناك مناسبات دينية وتاريخية أخرى، مثل يوم القوات المسلحة في الأول من أغسطس، لكنه ليس عطلة عامة بل مناسبة لتكريم أفراد الجيش الصيني. كما توجد أعياد محلية تحتفل بها بعض المجموعات العرقية، مثل عيد مشعلي المشاعل الذي يحتفل به شعب يي جنوب الصين، إلا أن هذه العطلات تكون غالبًا إقليمية وليست رسمية على المستوى الوطني. ومن الجدير بالذكر أن بعض الإجازات، مثل العطلة الذهبية لعيد الربيع والعيد الوطني، تشهد حركة سفر ضخمة تعرف بأكبر موجة تنقل بشرية في العالم، حيث يسافر مئات الملايين من المواطنين لزيارة عائلاتهم في المدن والقرى المختلفة.
تعتبر الإجازات الرسمية في الصين جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الصينية، حيث تعكس ارتباط المجتمع بتاريخه وتقاليده العريقة، كما تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، خاصة في مواسم السفر والتسوق. وبفضل هذه العطلات، يملك الصينيون فرصة للاسترخاء والاستمتاع بالمهرجانات الغنية بالطقوس الفريدة، ما يجعلها تجارب مميزة تستحق الاكتشاف سواء من قبل السكان المحليين أو السياح الذين يرغبون في التعرف على ثقافة الصين العريقة.