ما مدى احتمالية سقوط شخص بالبحر في الرحلات البحرية؟
يصعد معظم رواد الرحلات البحرية إلى سفينتهم دون أي قلق، مستعدين لقضاء أسبوع مليء بالاسترخاء والاستمتاع بأشعة الشمس، مع استكشاف وجهات رائعة عبر المحيطات والبحار. ومع هذا قد يتساءل البعض. ماذا سيحدث إذا وقعت حادثة غير متوقعة وسقط شخص ما في البحر أثناء الرحلة؟ رغم ندرة مثل هذه الحوادث، إلا أن السفن السياحية مجهزة بأنظمة وإجراءات سلامة صارمة للتعامل مع مثل هذه المواقف بفعالية.
تعد سفن الرحلات البحرية آمنة للغاية بشكل عام، حيث ينزل كثير من الركاب من رحلاتهم البحرية دون أي شيء أسوأ من حروق الشمس. ومع هذا فإن السقوط في البحر يشكل دائمًا مخاطرة، ومن المهم أن تكون مستعدًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عندما يسقط شخص في البحر من على متن سفينة سياحية، قد لا يكون اكتشاف ذلك أمرًا فوريًا، خاصة في السفن الكبيرة التي تتسع لآلاف الركاب. ومع ذلك، تعتمد شركات الرحلات البحرية الحديثة على تقنيات متقدمة لمراقبة السفينة وأمان الركاب. حيث تشمل هذه التقنيات كاميرات المراقبة المنتشرة بجميع أنحاء السفينة، وأنظمة كشف الحركة الحرارية، وأجهزة استشعار ترصد أي سقوط أو حركة غير طبيعية بالقرب من حواف السفينة.
وفيما يخص أسباب سقوط السياح في البحر وكيفية زيادة الفرص في البقاء على قيد الحياة في حال وجدت أنت أو أحد الركاب الآخرين أن رحلتهم البحرية قد اتخذت منعطفًا أسوأ. يقول خبير أمن السفر فرانك هاريسون بإنه يجب الإبلاغ عن أي شيء يبدو غير آمن أو أي شخص يظهر سلوكًا غير عادي لطاقم السفينة حتى يتمكنوا من التدخل قبل وقوع المأساة فورا.
وكذلك يقول إريك وولك، وهو طبيب معتمد في طب الطوارئ مع التركيز المتخصص على طب السفر ومؤسس شركة JetSet Meds بأن الكحول يعتبر أحد العوامل الأساسية في حوادث السقوط في البحر. يمكن أن يضعف الحكم والتوازن والوعي المكاني.
وكذلك قد تتسبب الكثير من الحالات في فقدان الأشخاص لتوازنهم أو ارتباكهم. حيث يوضح "وولك" أن هذه الحالات يمكن أن تساهم غالبًا في السقوط، إذا كنت تعاني من أي من هذه الحالات، فكن حذرًا واحرص دائمًا على وجود شخص معك أثناء وجودك في البحر.
وسبق أن توفيت امرأة إثر سقوطها في البحر خلال رحلة بحرية على متن سفينة رويال كاريبيان تحمل اسم تايلور سويفت. في أكتوبر 2024، وكذلك عثر خفر السواحل على رجل سقط من سفينة كرنفال كروز؛ في ديسمبر 2022، وكان لا يزال على قيد الحياة بعد أن أمضى 20 ساعة وهو يسبح بالمياه المليئة بأسماك القرش. وأيضًا قد أبلغت رابطة خطوط الرحلات البحرية الدولية (CILA) عن حوالي 212 حادثة سقوط رجل في البحر بين عامي 2009 و2019. وقد نجا أقل من نصف أولئك الذين سقطوا بالبحر.
إجراءات الإنقاذ في حال السقوط:
بمجرد الإبلاغ عن سقوط شخص في البحر، يتم اتخاذ خطوات فورية ومنسقة:
- تحديد الموقع: يتم تحديد موقع الشخص بسرعة باستخدام التقنيات الحديثة مثل أنظمة GPS وأجهزة الرادار. في بعض الحالات، قد تُلقى أجهزة الطفو في المكان الذي شوهد فيه الشخص لآخر مرة لمساعدته على البقاء طافيًا.
- إبطاء أو إيقاف السفينة: تعمل السفينة على تقليل سرعتها أو إيقافها بالكامل، مع توجيهها نحو موقع الحادث للبدء بعملية البحث والإنقاذ.
- فرق الإنقاذ: يطلق قارب نجاة صغير على الفور مع فريق مدرب من الطاقم للبحث عن الشخص المفقود وإنقاذه. تتعاون هذه الفرق مع حرس السواحل المحليين في حال وقوع الحادث بالقرب من الشواطئ أو في المياه الإقليمية.