ما السبب وراء رائحة الوقود المحترق بالطائرات قبل الإقلاع؟
كثيرًا ما يلاحظ الركاب عند صعودهم إلى الطائرة رائحة وقود محترق تنتشر في المقصورة قبل بدء الإقلاع. هذه الرائحة قد تثير التساؤلات حول مصدرها، لكن خبراء الطيران يؤكدون أن هناك سببًا تقنيًا وآمنًا تمامًا وراء هذه الظاهرة.
السبب الرئيسي لرائحة الوقود المحترق يعود إلى ما يعرف بـوحدة الطاقة المساعدة (APU)، وهي محرك توربيني صغير يقع في مخروط ذيل الطائرة. يختلف هذا المحرك عن المحركات الرئيسية للطائرة ويعتبر مسؤولًا عن تشغيل الأنظمة الكهربائية وتوفير الطاقة لتكييف الهواء أثناء تواجد الطائرة على الأرض لذا فإن وحدة الطاقة المساعدة فهي تعمل على إبقاء الركاب مرتاحين أثناء الصعود إلى الطائرة.
وبحسب خبراء الطيران فإن الهواء المنبعث من ضاغط وحدة الطاقة المساعدة قد يكون السبب حيث يكون غالبًا لبدء تشغيل وحدة الطاقة المساعدة رائحة بترول محترقة باقية. كما إن الهواء المضغوط من وحدة الطاقة المساعدة يساعد في بدء تشغيل المحركات الرئيسية.
عندما تكون الطائرة متوقفة أو تستعد للإقلاع، تكون المحركات الرئيسية غير مفعلة، لذلك تقوم وحدة الطاقة المساعدة (APU) بتشغيل العديد من الأنظمة الضرورية، بما في ذلك الكهرباء وتكييف الهواء. يتم تشغيل هذه الوحدة باستخدام الوقود، وهو ما يؤدي إلى انتشار رائحة الوقود المحترق في بعض الأحيان. ومع أن الرائحة قد تكون ملحوظة، إلا أنها لا تشكل أي خطر، وتعد جزءًا طبيعيًا من عملية تجهيز الطائرة للإقلاع.
وكذلك فإنه يأخذ الهواء من البيئة الخارجية، مع اشتعال المحرك الأساسي، بينما تستمر وحدة الطاقة المساعدة لتوفير تكييف الهواء داخل الطائرة. حيث تنتقل بعض رائحة العادم وهو "وقود الطائرات المحترق" إلى المقصورة وذلك بعد تشغيل المحركات الرئيسية، ما يتسبب في توقف الرائحة وتبددها بسرعة.
تعمل وحدة الطاقة المساعدة على توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل جميع الأجهزة الكهربائية في الطائرة عندما تكون على الأرض. كما أنها توفر ضغط الهواء اللازم لتشغيل نظام تكييف الهواء، مما يسمح بتهوية المقصورة بشكل مريح للركاب قبل تشغيل المحركات الرئيسية. بمجرد أن تقلع الطائرة وتبدأ المحركات الرئيسية في العمل، حيث يتم إيقاف وحدة الطاقة المساعدة ولا تعود الرائحة ملحوظة.
من الطبيعي أن يشعر بعض الركاب بالقلق عندما يلاحظون رائحة وقود داخل الطائرة، لكن الخبراء يؤكدون أن هذه الرائحة جزء من عملية التشغيل الاعتيادية. في الواقع، استخدام وحدة الطاقة المساعدة هو إجراء ضروري لضمان تشغيل جميع الأنظمة بسلاسة وأمان قبل الإقلاع.