لماذا يفضل الرجال الأتراك عدم حلاقة الشارب؟
في تركيا، هناك شيء يلاحظه جميع الزوار الأجانب، وهو أن الكثير من الرجال الأتراك لديهم شارب. قد يبدو هذا مثيراً للاستغراب أو مضحكاً بعض الشيء، لكنه في الحقيقة ليس اختياراً شخصياً. بل جزء من ثقافة هذا الشعب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
دعنا نتعمق قليلاً في التاريخ لنعرف سبب محبة الأتراك للشارب.
الشارب بالنسبة للرجل التركي
خلال القرن التاسع عشر، بنت الإمبراطورية العثمانية علاقات جيدة ووثيقة مع ألمانيا. وكان معظم الألمان المشاهير مثل الإمبراطور فيلهم الثاني الذي زار تركيا عدة مرات يملك شارباً. في هذه المرحلة، أصبح الشارب رمزاً لكل رجل يريد أن يظهر بمظهر السياسي.
انتشر الشارب عند معظم الرجال لدرجة أن الأتراك لديهم مثل شعبي شهير يقول: "الرجل بدون شارب مثل المنزل بدون شرفة".
في آخر سنوات الإمبراطورية العثمانية والفترة الأولى من إنشاء الجمهورية التركية الحديثة، اعتبر الشارب عند الرجال تعبيراً سياسياً ويشير إلى الولاء للدولة والوطن. وأصبح الشارب شائعاً عند كل أعضاء التنظيمات السياسية.
كان الشارب محل خلاف خلال الاضطرابات السياسية التي حدثت في تركيا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كونه يشير إلى الميول والانتماءات السياسية. لهذا السبب، تم إصدار قوانين تجبر موظفي الدولة على حلق شواربهم. للتأكيد على عدم ولائهم أو انتمائهم السياسي لأي حزب أو جماعة سياسية.
الشارب التركي اليوم
في هذه الأيام، لم يعد الشارب ذا أهمية كبيرة بالنسبة للأتراك كما كان في الماضي. فالكثير من الشبان في منتصف العمر يرون أن الشارب هو موضة قديمة.
وفقاً للإحصائيات 77 بالمائة من الرجال الأتراك كان لديهم شارب في عام 1993، و 63 بالمائة في عام 1997، و 34 بالمائة في عام 2011.
أشكال وقصات شوارب الرجال في تركيا
شارب جوزيف ستالين
يتدلى هذا الشارب من الأنف فوق الشفاه، وهو مستوحى من شاربي الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين. يفضله الأتراك اليساريون والأكراد. لكن حالياً، تراجع إلى حد كبير.
الشارب مع اللحية
يدل على المعتقدات الدينية المتشددة لصاحبها. قد يشير إلى أن صاحبها هو حاج، أي أنه ذهب إلى الحج في مكة.
الشارب المنحني للأعلى
عادة ما يميز الرجال المزارعين والمواطنين الذي يعيشون في الأرياف، حالياً، القليل جداً من الرجال لديهم هذا النوع.
الشارب على شكل الهلال
البعض يربط شكله بهلال العلم التركي، لذا فإنه يميز القوميين الأتراك. وقد كان مميزاً لأعضاء منظمة الذئاب الرمادية الفاشية. وهو مكروه من قبل المثقفين واليساريين.
الشاب الخفيف
يميز الرجال المتدينين والمحافظين. رئيس تركيا الحالي رجب طيب أردوغان يتميز بهذا النوع من الشارب، وأيضاً الرئيس السابق عبد الله جول.
انتشار الشارب التركي خارج تركيا
على الرغم من أن شعبية الشوارب في تركيا تناقصت خلال العقود الأخيرة. يبدو أن الشارب التركي قد انتشر خارج حدود الدولة التركية ووجد شعبية له في دول الشرق الأوسط. خاصة مع انتشار المسلسلات التركية المدبلجة منذ بداية هذا القرن.
الكثير من الرجال في الشرق الأوسط. يتجهون إلى تركيا من أجل إجراء عمليات زراعة شعر الشارب. وهو إجراء يكلف حوالي 5000 دولار أمريكي.