لماذا يشعر البعض بالدوار خلال الرحلات الجوية؟

  • تاريخ النشر: السبت، 16 نوفمبر 2024
مقالات ذات صلة
كيف يتم تنظيم الرحلات الجوية؟
كيف تؤثر الأعاصير على الرحلات الجوية؟
ما الأضرار الناتجة عن الرحلات الجوية؟

يُعد الدوار من الأعراض الشائعة التي يعاني منها بعض المسافرين خلال الرحلات الجوية، حيث يشعر الشخص بإحساسٍ من عدم التوازن، وقد يرافقه غثيان أو شعور بعدم الارتياح. تختلف حدة الدوار من شخص لآخر، إذ يعاني البعض من أعراض خفيفة، بينما يشعر آخرون باضطرابات قوية تمنعهم من الاستمتاع بتجربة السفر. تتداخل عدة عوامل في حدوث الدوار أثناء الطيران، بدءًا من تأثير الحركة والاضطرابات الجوية وصولًا إلى الضغط الجوي المنخفض داخل الطائرة.

تعتبر الحركة المستمرة للطائرة، وخاصة خلال الإقلاع والهبوط، أحد العوامل الرئيسية التي تسبب الدوار. عند إقلاع الطائرة أو هبوطها، يتعرض الجسم لتغييرات سريعة في السرعة والارتفاع، مما يؤدي إلى انحراف السوائل في الأذن الداخلية عن وضعها الطبيعي. تعتبر الأذن الداخلية جزءًا أساسيًا في التحكم بالتوازن والإحساس بالحركة، وعندما يحدث تغير مفاجئ في حركة الطائرة، قد يفشل الدماغ في تفسير الإشارات المتضاربة القادمة من الأذن الداخلية والعينين، فينشأ عن هذا الخلل الشعور بالدوار أو ما يعرف بدوار الحركة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كما أن الاضطرابات الجوية التي تتسبب بمطبات هوائية تؤدي إلى اهتزازات متكررة ومفاجئة في الطائرة، مما يزيد من احتمال الشعور بالدوار. قد تكون هذه الاضطرابات ناجمة عن عوامل جوية مختلفة، مثل الرياح القوية أو السحب الكثيفة، حيث تؤثر على استقرار الطائرة، وتسبب شعورًا بعدم التوازن لدى بعض المسافرين، خاصةً من يعانون من حساسية زائدة تجاه الحركة.

إضافةً إلى الحركة، يلعب الضغط الجوي المنخفض دورًا مهمًا في شعور البعض بالدوار أثناء الرحلات الجوية. عندما ترتفع الطائرة إلى ارتفاعات عالية، يقل الضغط الجوي بشكل طبيعي، مما يقلل من كمية الأكسجين المتاحة للتنفس. وتقوم الطائرات بتعديل الضغط داخل المقصورة للحفاظ على مستوى مناسب، إلا أن الضغط لا يكون مساويًا للضغط على سطح الأرض، بل يعادل الضغط الجوي على ارتفاع يتراوح بين 6,000 و8,000 قدم. وقد يؤدي هذا الانخفاض في الأكسجين والضغط إلى إحساس بعض المسافرين بالدوار، خاصةً لدى من يعانون من مشاكل صحية تتعلق بالتنفس أو الدورة الدموية.

كما أن نقص الأكسجين الخفيف، والمعروف باسم "نقص التأكسج"، يمكن أن يسبب أعراضًا خفيفة مثل الصداع، والشعور بالإرهاق، وفقدان التركيز. وقد يؤدي استمرار نقص الأكسجين لفترات طويلة لدى بعض المسافرين إلى تفاقم الشعور بالدوار والغثيان، حيث تصبح وظائف الجسم أقل كفاءة في الاستجابة للظروف المحيطة، ويزيد من تأثير الحركة وتغيرات الضغط.

تلعب العوامل النفسية دورًا كبيرًا في شعور البعض بالدوار خلال الرحلات الجوية، حيث يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقم الأعراض وزيادة الشعور بعدم الارتياح. يشعر بعض الأفراد بالقلق حيال الطيران بشكل عام، أو يخشون الأماكن الضيقة مثل مقصورة الطائرة، مما يجعلهم أكثر عرضة للتوتر الذي يؤثر بدوره على الجهاز العصبي ويزيد من احتمالية الدوار والغثيان. عندما يكون الشخص قلقًا، يزيد إنتاج الجسم لهرمونات التوتر، مثل الأدرينالين، التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتسبب اضطرابات في المعدة، والتي بدورها تزيد من حدة الدوار.

وتشير الدراسات إلى أن توقع الشعور بالغثيان أو الخوف من الدوار قد يجعل الدماغ أكثر حساسية للتغيرات في الحركة، ويزيد من شعور الشخص بالدوار الفعلي. يمكن أن يؤدي الانشغال بالتفكير في إمكانية حدوث دوار إلى استجابة جسدية فعلية، فيما يُعرف بـ"التأثير النفسي الجسدي"، حيث يؤثر العقل على الشعور الجسدي، ويعزز بذلك من حدوث الأعراض.