لماذا يتقدم الملك سقنن رع "موكب المومياوات الملكية"؟
انطلق "موكب المومياوات الملكية" في رحلته التاريخية من المتحف المصري في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، متجهاً إلى المتحف القومي للحضارة في الفسطاط، ويتقدم موكب الملوك والملكات، الملك المصري سنقنن رع تاعا، فلماذا هو؟
سقنن رع أعظم ملوك مصر
هو واحد من أعظم الملوك المصريين القدماء، لأنه أول من بدأ القتال لطرد الهكسوس من مصر، ليستكمله ابنه الملك أحمس الأول ويؤسس الدولة الـ18.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويعتبر سقنن رع آخر ملوك الأسرة الـ17، وهو مؤسس الدولة الحديثة، التي ينتمي إليها باقي الملوك والملكات الذين يضمهم موكب المومياوات الملكية.
وسقنن رع هو ابن سانخت إن رع تاعا الأول، ويُسمى أيضاً سقنن رع تاعا الأول، والملكة تتي شري، وتاريخ حكمه غير مؤكد، لكن يُعتقد أنه تولى الحكم في 1560 ق.م، أو 1558 ق.م.
وتزوج سقنن رع من الملكة إياح حتب، وأنجب منها كامس وأحمس الأول، وهناك أكثر من نظرية لكيفية وفاة الملك، لكنها جميعاً تؤكد أنها قتل بشكل عنيف.
وقيل إن سقنن رع قتل في معركته مع الهكسوس، وبعض النظريات ترى إنه قتل بينما كان نائماً، حيث كان راقداً على جنبه الأيمن حين تعرض للهجوم، إما لأنه كان نائماً أو لأنه كان قد أصيب بالفعل في المعركة وسقط على جنبه الأيمن قبل أن تأتيه الضربة المميتة.
وتم تحنيط جثة الملك بتعجل، ولهذا يعتقد أنه قتل في المعركة وتم تحنيطه في موقعه للحفاظ على جسمانه من التعفن قبل أن ينتقل إلى طيبة "الأقصر الآن"، حيث تمت هناك محاولة ثانية للتحنيط.
وتم العثور على مومياء الملك سقنن رع في خبيئة الدير البحري عام 1881.
رسالة مصر السياحية إلى العالم
وتشهد مصر اليوم الحدث الأضخم في عام 2021، والذي يحظى باهتمام عالمي كبير، حيث تنقل مومياوات 22 ملكاً وملكة فرعونية في رحلة من المتحف المصري في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة في القاهرة أيضاً.
والملوك والملكات الذين يضمهم الموكب بينهم 18 ملكاً و4 ملكات ينتمون جميعاً إلى عصر الأسرات الـ17، 18، 19 و20، وهم: الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثاني، تحتمس الاول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتاري، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تي، سيتي الأول وسيتي الثاني.
واكتشف علماء الآثار أغلب المومياوات الملكية في خبيئتين، الأولى "خبيئة الدير البحري" غرب محافظة الأقصر في عام 1881، والثانية "مقبرة الملك أمنحتب الثاني" في وادي الملوك عام 1898.
ويحظى الموكب الملكي، بتغطية إعلامية واسعة بمشاركة وسائل الإعلام من نحو 60 دولة، بحسب تصريحات وزير السياحة والآثار المصري الدكتور خالد العناني.
ويأتي تنظيم هذا الموكب في إطار توجهات الدولة المصرية لإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهودها الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة.
ويُعوّل على حدث "نقل المومياوات الملكية"، لفت نظر العالم تجاه مصر كوجهة سياحية فريدة وتحفيز السائحين من حول العالم لزيارة المقاصد الأثرية في مصر، ويُنقل الحدث بـ14 لغة من لغات الدول المصدرة للسياحة.
فالسياحة الثقافية التي يهتم خلالها السائح بزيارة المتاحف والمعابد الأثرية تأثرت كغيرها من أنواع السياحة الأخرى بتداعيات أزمة كورونا، لتجد الحكومة المصرية في هذا الحدث فرصة ذهبية للترويج للمقاصد الأثرية في مختلف أنحائها سواء في القاهرة العاصمة أو الجيزة التي تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أو في محافظة الأقصر التي توصف بأنها متحف مفتوح يضم أكثر من ثلث آثار العالم.
وتسهم السياحة الثقافية بنسبة تزيد على 25% من إيرادات القطاع السياحي في مصر، والتي سجلت نحو 13 مليار دولار في 2019، ثم تراجعت إلى نحو 4 مليارات دولار خلال 2020 بسبب أزمة كورونا، إلا أن ثمة مطالب بالعمل على الترويج للمقاصد السياحية الأثرية بشكل أكبر لزيادة مساهمتها في الإيرادات وأعداد السائحين الزائرين لمصر.