لماذا تحظر الشركات الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرة؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 06 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
هل تنفجر الأجهزة الإلكترونية بسبب الحرارة على متن الطائرة؟
هل يسمح بحمل الأجهزة الكهربائية على متن الطائرة؟
ما هي شركات الطيران التي تقدم أماكن مخصصة للصلاة على متن الطائرة؟

تعتبر الرحلات الجوية من أكثر وسائل النقل شيوعًا في العصر الحديث، ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع ذلك، يظل هناك جدل مستمر حول استخدام هذه الأجهزة على متن الطائرات، وخاصةً أثناء الإقلاع والهبوط. تحظر العديد من شركات الطيران استخدام الأجهزة الإلكترونية أو تقييد استخدامها خلال هذه الفترات الحرجة. فهل تعرف لماذا يتم فرض هذه القيود؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب الرئيسية وراء هذه السياسة.

المخاوف المتعلقة بالسلامة

تتعلق أحد الأسباب الرئيسية لحظر استخدام الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرة بالسلامة. خلال مرحلة الإقلاع والهبوط، تعتبر الطائرة أكثر عرضة للحوادث، وأي انحراف عن التشغيل العادي قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة. لذلك، ترغب شركات الطيران في تقليل أي عوامل قد تُشتت انتباه الطاقم أو تؤثر على أداء الأجهزة الأساسية للطائرة.

الأجهزة الإلكترونية، خاصة تلك التي تستخدم إشارات لاسلكية، قد تؤثر على أنظمة الطائرة. ورغم أن الدراسات لم تُظهر حتى الآن دليلاً قاطعًا على أن الأجهزة الإلكترونية تُسبب اضطرابات كبيرة، إلا أن شركات الطيران تفضل اتخاذ احتياطات إضافية. يتمثل هذا الاحتياط في الحد من استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، حيث يُمكن أن تتداخل إشاراتها مع أنظمة الطائرة الحساسة.

القوانين واللوائح الجوية

تتبع شركات الطيران في جميع أنحاء العالم مجموعة من القوانين واللوائح التي وضعتها هيئات الطيران المدني. من بين هذه اللوائح، توجد قواعد صارمة بشأن استخدام الأجهزة الإلكترونية. على سبيل المثال، تُنظم إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) في الولايات المتحدة، وكذلك الوكالة الأوروبية للسلامة الجوية (EASA) في أوروبا، استخدام الأجهزة على متن الطائرات.

تستند هذه القوانين إلى الأبحاث والدراسات التي أُجريت على مدى السنوات. وقد أظهرت تقارير أن أجهزة معينة قد تُشكل خطرًا أثناء المراحل الحرجة للطيران. بسبب هذه المخاوف، أصدرت الهيئات المعنية إرشادات توصي بعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء الإقلاع والهبوط. كما تلعب شركات الطيران دورًا في تطبيق هذه اللوائح، مما يجعلها تفرض قيودًا إضافية لضمان سلامة جميع الركاب.

إلى جانب المخاوف التقنية والقوانين، هناك أيضًا بُعد نفسي يتمثل في تأثير الأجهزة الإلكترونية على سلوك الركاب. تعتبر الطائرات أماكن مغلقة حيث يتم نقل العديد من الأشخاص في آن واحد، وقد يتسبب استخدام الأجهزة في خلق أجواء من الفوضى أو الانزعاج. إن رؤية الركاب مشغولون بأجهزتهم بدلاً من التواصل مع بعضهم أو الاسترخاء قد تؤدي إلى بيئة أقل راحة.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر استخدام الأجهزة الإلكترونية على إدراك الركاب للمخاطر. عندما يظل الأشخاص مشغولين بأجهزتهم، قد يقلل ذلك من وعيهم بالمحيط أو بالتوجيهات الهامة المقدمة من الطاقم. وبالتالي، تهدف شركات الطيران من خلال فرض هذه القيود إلى تعزيز التواصل وتعزيز الوعي بالسلامة بين الركاب.

يعود حظر استخدام الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرات إلى مزيج من المخاوف المتعلقة بالسلامة، الالتزام بالقوانين واللوائح، وأيضًا التأثير النفسي على الركاب. على الرغم من أن العديد من شركات الطيران بدأت في اتخاذ خطوات لتسهيل استخدام الأجهزة في مراحل معينة من الرحلة، إلا أن التحفظات تبقى قائمة لضمان سلامة الجميع. فهم هذه الأسباب قد يساعد الركاب على تقدير السياسة المفروضة، والتكيف معها بشكل أفضل عند السفر.