لماذا تتجه المدن الأوروبية للتقليل من زيارات السياح؟
تشهد عدة عواصم أوروبية مؤخرا موجة من الإجراءات الحازمة ضد تأجير العطلات قصيرة الأجل، حيث قررت كل من بودابست وأثينا الانضمام إلى قائمة المدن التي اتخذت خطوات للحد من هذه الظاهرة أو حظرها تمامًا. حيث تأتي هذه التدابير في إطار استجابة الحكومات المحلية للارتفاع الحاد في أسعار الإيجارات وكذلك الأزمة السكنية وهي التي يعاني منها السكان المحليون، وذلك وسط تزايد الإقبال على الإيجارات السياحية بالسنوات الأخيرة.
الضغط على السوق السكنية وارتفاع الإيجارات بمدن مثل برشلونة ومدريد وجمهورية التشيك.. بدأت السلطات باتخاذ إجراءات مماثلة سابقًا للحد من تراخيص التأجير قصيرة الأجل، والآن تتخذ بودابست وأثينا خطوات مشابهة. يُعزى هذا التوجه إلى تأثير الإيجارات السياحية على السوق العقارية، إذ تسببت بارتفاع كبير في أسعار الإيجارات، ما جعل من الصعب على السكان المحليين العثور على مساكن بأسعار معقولة. وذلك مع محدودية المعروض السكني وزيادة الطلب من السياح على الإيجارات قصيرة الأجل، حيث باتت هذه الظاهرة تشكل عبئًا على المجتمعات المحلية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حظر تأجير العطلات اعتبارًا من عام 2026 في إحدى مناطق بودابست، حيث صوت السكان المحليون على حظر تأجير العطلات، ومن المقرر تنفيذ هذا القرار اعتبارًا من عام 2026. يأتي هذا التصويت بعد سنوات من الشكاوى من قِبل سكان المنطقة، الذين أعربوا عن انزعاجهم من الضوضاء وزيادة الأعداد السياحية التي تؤثر على جودة الحياة في الأحياء السكنية.
في عام 2023 كان هناك حوالي 6.7 مليون ليلة إقامة بإيجارات قصيرة الأجل. لكن هذا الأسبوع صوت سكان المنطقة السادسة إحدى مناطق بودابست على حظر الإيجارات قصيرة الأجل في المنطقة اعتبارًا من عام 2026، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن حجمها الهائل يؤثر سلبًا على أسعار المساكن وجودة الحياة.
فيما قد أيد 54% من الناخبين الحظر، إلا إنه بعض المعارضين أعربوا عن مخاوفهم بشأن التأثير المحتمل على الأعمال التجارية، مع انخفاض عدد الليالي التي يقضيها الناس بالحي وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الإقبال على المطاعم والمقاهي القريبة.
وقال المجلس في بيان صحفي بأن غالبية الأصوات تشير بنعم إلى أن سكان المنطقة يقدرون راحة منازلهم أكثر من خسارة الإيرادات.
وحظرت منطقة وسط أثينا إصدار أي تراخيص جديدة للإيجارات السياحية. حيث قد شهدت العاصمة اليونانية ارتفاعًا كبيرًا في عدد الشقق المعروضة للإيجار عبر منصات مثل إير بي إن بي، وهو ما أثر بشكل كبير على المعروض السكني وأسعار الإيجارات. حيث تعاني أثينا مثل غيرها من المدن الكبرى، من تزايد صعوبة إيجاد مساكن للمواطنين المحليين، خاصة في المناطق المركزية التي تشهد إقبالًا كبيرًا من السياح.
فيما تذهب الضريبة اليومية لمساعدة البلاد على التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل موجات الحر وحرائق الغابات أيضًا وسترتفع من 1.5 يورو إلى 8 يورو لموسم الصيف، من أبريل إلى أكتوبر. في أشهر الشتاء سوف ترتفع من 50 سنتًا إلى 2 يورو.