لماذا ألغت أشهر وجهة سياحية للكريسماس احتفالات هذا العام؟
تشهد منطقة لابلاند، المعروفة بجوها الشتوي الساحر وأجواء عيد الميلاد الخيالية، حالة استثنائية هذا العام بسبب الطقس الدافئ وغير المعتاد. وشركة السفر TUI، وهي تعتبر من أبرز منظمي الرحلات إلى شمال فنلندا، قد ألغت مؤخرًا عددًا من رحلاتها إلى المنطقة في اللحظات الأخيرة، الأمر الذي أثار تساؤلات وقلقًا حول مصير التجارب السياحية المرتبطة بعيد الميلاد هناك.
في بداية ديسمبر، يكون لدى لابلاند عادة طبقة كثيفة من الثلوج، تتراوح بين 20 و30 سم، ما يخلق المشهد الأبيض المميز الذي يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. لكن هذا العام قد أدت الظروف الجوية الدافئة والرطبة لاختفاء الثلوج من معظم أنحاء المنطقة، وهو أمر غير مألوف تمامًا في هذا الوقت من العام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد جرى إلغاء تلك الرحلات التي كانت إلى مدينة كوسامو، بسبب هذا الافتقار إلى الثلج، بحسب التقارير، وهو ما يجعل من المستحيل القيام بالكثير من الأنشطة الشتوية المخطط لها، والتي تشمل ركوب الزلاجات التي تقودها كلاب الهاسكي، وأيضًا التزلج على الجليد، وغيرها من الرياضات والمغامرات الشتوية.
بالنسبة للسياح الذين خططوا لزيارة لابلاند للتمتع برحلات التزلج، ركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب، وزيارة قرية سانتا كلوز الشهيرة، فإن غياب الثلوج يعني أن العديد من هذه الأنشطة لم تعد ممكنة أو تفقد الكثير من سحرها.
فإن لابلاند في هذا الوقت من العام مرادف لتساقط الثلوج، بالنسبة للزوار، حيث تشتهر هذه المنطقة بأنها موطن سانتا كلوز، وهي تقدم كذلك أشياء من القصص الخيالية الاحتفالية وهذا بخلاف الغابات المغطاة بالثلوج، والبيوت الخشبية المريحة، والرنة حيث لا يمكن القدوم إلى لابلاند دون اللعب بالكرات الثلجية.
ألغت TUI عددًا من الرحلات حرصًا على تجربة عملائها، مشيرة إلى أن الأجواء الحالية لا توفر الظروف المثالية للاستمتاع بالأنشطة التقليدية المرتبطة بالمنطقة. القرار، رغم صعوبته، يهدف إلى الحفاظ على سمعة الوجهة وضمان تقديم تجربة تتوافق مع توقعات السياح.
من جهة أخرى، تحاول الجهات السياحية في لابلاند إيجاد حلول بديلة لجذب السياح، مثل التركيز على الأنشطة الثقافية واستكشاف الطبيعة بعيدًا عن الاعتماد على الثلوج. ومع ذلك، فإن الطقس الدافئ يضع المنطقة أمام تحديات جديدة، خاصة أن جزءًا كبيرًا من سمعتها السياحية يرتبط بفصل الشتاء والثلوج.
أما فيما يخص سبب عدم تغطية لابلاند بالثلج الأبيض الآن، فمن المحتمل أن يكون هذا بسبب تغير المناخ. حيث قد شهدت لابلاند الفنلندية كذلك أحر صيف لها على الإطلاق هذا العام وقد استمرت درجات الحرارة في أن تكون أكثر اعتدالاً من المتوسط بالخريف والشتاء. وهذا ليس الحال فقط بالدول الإسكندنافية. على مستوى العالم من المتوقع أن يكون عام 2024 هو العام الأكثر دفئًا على الإطلاق على الإطلاق ونتيجة لهذا سوف تتغير أنماط الطقس وتصبح أقل قابلية للتنبؤ. والحالة الحالية في لابلاند تعيد طرح التساؤلات حول تأثير تغير المناخ على المناطق الشتوية حول العالم. غياب الثلوج ليس مجرد ظاهرة مؤقتة، بل قد يكون مؤشرًا على تحولات أوسع قد تؤثر على نمط السياحة في هذه الوجهات الشهيرة.