لبنان.. جنة المتوسط!
لطالما كان لبنان وجهة سياحية أولى لدى العديد من الراغبين باكتشاف أيقونات المتوسط. فعدا عن المناخ والطبيعة غير الموجودة في بلدان العالم المتنوعة، للبنان إرث تاريخي وحضاري ليس له مثيل، إذ تجسدت هذه الحضارة بالعادات والتقاليد، بأسلوب السهر والحياة الليلية، وحتى بالمطبخ اللبناني. ولا يغيب عن هذه اللوحة الإلهية معالم أثرية كانت نتيجة دخول ثقافات عالمية متنوعة تركت خلفها مجموعة من الأماكن تجذب السيّاح.
الرحلة السياحية في لبنان لا بد أن تبدأ من العاصمة «بيروت»، هذه المدينة القديمة التي لبست ثوب الحضارة وأصبحت حيويّة ناشطة عبر أسواقها ومطاعمها، بالإضافة إلى الجهة البحرية الساحرة، حيث الأمواج لم تقاوم سحر هذه المدينة، فغمرتها بالذوق وبفن الحياة المرهف. ويعتبر خليج «الزيتونة باي» مزيجا من التصميم الغربي والأصالة الشرقية، فتنقسم المطاعم والمقاهي على هذا الخليج بين أجنبية وأخرى عربية.
وليس بعيدا عن وسط مدينة بيروت، شارع «الحمرا» الذي يحيي العصر الذهبي للبنان عبر الجو العام الذي يخلقه: من أبنية قديمة إلى مقاهي عربية وتراثية والتي يزيدها ان حماسا البارات التي تتضاعف يوما تلو الآخر. ولا تختلف أجواء سهر شارع «الحمرا» عن شوارع السهر الأخرى الموجورة في بيروت، كالجميزة والأورغواي.
أما حصة الأثار اللبنانية فهي أشهر من أن تعرف، فقلاع «بعلبك»،«صور»،«صيدا»،«عمجر»،«جبيل»... تنقلك من عصرٍ إلى آخر دون أن تدري، فالرحلة إلى هذه القلاع ملأى بصور لبنان الطبيعية الخلاّقة: ثنائية البحر والجبل. وأصبحت هذه الأمكنة مراكز إقامة مهراجانات عالمية تجعل من لبنان خلال فصل الصيف منزل لأهم الفنانين والمبدعين العرب والأجانب، وسيقام حوالي 10 مهرجانات عالمية خلال صيف 2014.
وقد يكون أهم جاذب سياحي للبعض هو المطبخ اللبناني الذي لا يخلو من الدقة والشاعرية، فحصل المطبخ اللبناني على شهرة عالمية وبخاصة مشوياته وأطباق المقبلات المتنوعة التي تعرف بالمازة بفضل انتشار البنانيين في كل أنحاء العالم. ويعتبر الطعام اللبناني من أفضل الأطعمة الصحية لاستعماله المواد الصحية مثل زيت الزيتون الثوم الليمون الخضراوات المشكلة. تأثر المطبخ اللبناني بطرق طهي من ثقافات مطبخية عبر العصور مثل المطبخ العثماني، والمطبخ العربي والمطبخ الشرق أوسطي وبخاصة مطبخ البحر الأبيض المتوسط، إلا أن حب اللبنانيين للمرح ولذة الطعام أضاف العديد من خاصيتهم التي جعلت المأكولات مميزة.
مملكة ألوان الشرق: تونس
إنها بقعة هادئة واقعة بردائها الأخضر على الساحل الإفريقي الشمالي، إنها تونس الخضراء، مدينة الفن والتذوق لكل إبداع إنساني، والتي تضم أحد أقدم المعاقل العلمية والحضارية. تشتهر تونس بالطقس المعتدل وكرم الضيافة الذي يستقطب أكثر من ستة ملايين سائح كل عام.
إلا أن تونس لم تكتف بهذه الميزات بل عملت على تفعيل جاذبيتها حيث قدمت لزائرها الخيار بين زيارة متحف أو الذهاب لممارسة العديد من الأنشـطة الرياضية المختلفة، ويمكنه كذلك التجول بشوارع المدن القديمة حيث يظهر الماضي العريق بأساليب التصاميم المتنوعة بين أحجار ورخام.
تجمع مدينة تونس اليوم بين ماضي الحضارات والحاضر المعاصر لكل الفنون، فيتميز السوق المركزي بحيويته، بالإضافة إلى الأحياء السكنية العصرية والمباني الكبرى التي تحتوي على العديد من النشاطات التجارية والإدارية.
وعلى بعد 15 كيلو متراً من تونس تمتد ضفاف قرطاج بدءاً من المعالم الفينيقية من العهد الفينيقي إلى اليوم، بالإضافة إلى الآثار الرومانية، مروراً بقرية سيدي بوسعيد المعروفة بطابعها المعماري المتميز، لتنتهي بالمنطقة السياحية الجديدة بالضاحية الشمالية التي تضم وحدات فندقية فاخرة، وقرطاج ذات تاريخ عريق ممتد على مدى ثلاثة آلاف سنة كجزء من التراث الإنساني. ويعد مهـــرجان قرطـــاج من أعرق وأشهر المهرجـــانات الفنية في تونس، ويجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية، ويقام خلال شهري تموز وآب من كل عام.
وتعد قرية سيدي بوسعيد أول موقع محمــي فــي العــالــم ويعــود تأسـيسـها إلى القــرون الوسطــى، وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس، جنة صغيرة بألوان البحر الأبيض المتوسط.
فعلى مدى الطرقات المبلطة بالحجارة، يتكشف للزائر التشابك الجميل للمنازل المكسوة بالجير الأبيض وبالمشربيات التي تزينها شبابيك زرقاء بتلك الزرقة الفريدة لسيدي بوسعيد، وتنفتح الأبواب المتينة المسمرة على حدائق سرية فرشت أرضيتها بالخزف وتكسو حيطانها نبتة البوغانفيي.
إضافـة إلـى ذلك يمكن زيـارة قصر البــارون أرلنجاي الـــذي أصـبح اليــوم مقــراً لمركز المـوسـيقى العربية، ويحتوي هـــذا القـصر الذي شـيده أحـــد الأثــرياء الأوروبيــين كعـربـون محـــبة لمديـنة سيدي بوسعــيد على متحـف بــه العـديد مـن المقتنيات الجـديرة بالمشاهـدة، وكذلك متحـف بـاردو الـشهير الــذي يقع بقصر يرجـع تاريـخ بـنـــائه إلــى القــرن التاسع عشـر، ويضـم أكـبر مجــمـوعـة مـن الفـــسيفساء الـرومـانيــة فـي العـالــم، كــما يمـكن للــزائر حـضــور العــديد مـن المهـرجانات الصيفية الأخرى مـثــل المهــرجان الدولــي للحــمامات والــذي يجمع بـين الموسـيـقى والمسـرح ومـهرجـان الجــاز بطـــبرقة.
واشتهرت تونس، دون أي منازع، بحماماتها المميزة الموجودة في منطقة «رأس الطيب» التي يصفها البعض بـ «فردوس الحياة»، فعدا عن جمال البحلا الذي يعانقها هناك أسواقها العتيقة التي تحيط بها الأسوار ويحرسها برج قديم يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر، ويعج هذا السوق بالصناعات التقليدية والعطور المنتجة محلياً بطريقة توارثتها الأجيال منذ أقدم العصور.
المغرب...
مزيج الواقع ولأساطير
المغرب حوالي عشرة ملايين سائح غالبيتهم من العرب، وقليلة هي البلدان التي تحظى بمثل ما يحظى به المغرب من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة في أكثر من مكان.
فتمتد شواطئ المغرب الجميلة على طول 3500 كم حيث توفر للزائر إمكانية ممارسة هواياته في السباحة والنزهة وصيد الأسماك.
ويتمكن السائح الموجود على جبال أطلس المغربية، التي يصل ارتفاع بعض قممها أكثر من 3000 متر، من رؤية غابات الصنوبر والبلوط والأرز والمحطات الجبلية العليا.
إضافة إلى هذا التنوع الفريد تتوافر الحمامات المعدنية العلاجية المشهورة في المغرب منذ زمن بعيد، وهذا دليل على أصالة الحضارة المغربية.فللمدن المغربية مناراتها وأسوارها ومساجدها وقصورها، ويشكل خاص مدينة الرباط المشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.
والمغرب عالم واسع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، وتعيش على مشارف مدائنه وبين جدرانها العصرية عادات وتقاليد لها نكهات مميزة أكثر تميزا من رائحة الشاي المغربي المعطر بالنعناع الذي يعبق في أرجاء المملكة.
وتبقى هناك أماكن سياحية لا يمكن الوصول إلى المغرب وعدم زيارتها، أهمها:
مضيق تودغا
يقع مضيق تودغا فى الجانب الشرقى من جبال اطلس وهو واحد من اجمل الاماكن السياحية فى سياحة المغرب واذا كان السائح من محبى الاثار فسيجد هناك ما يريد من متعة تسلق الجبال والجدران الصخرية كما ان الوادي الذى صنعه هذا المضيق يعتبر تحفة فنية طبيعية.
الصويرة
تعد الصورة من اجمل مدن المغرب السياحية، فهى ميناء صيد ومن اجمل الاماكن السياحية التى توفر فرصة للهدوء والاسترخاء. اقيمت مدينة الصويرة الحالية فى القرن 18 وهى تشتهر بركوب الامواج ورحلات المراكب الشراعية والشواطئ الساحرة والمال البيضاء الجميلة كما تحمل المدينة القديمة العديد من الاماكن السياحية التى توضح ثقافة المغرب من فنون وحرف يدوية مما يجعل الصويرة واحدة من علامات سياحة المغرب.
عرق الشبى
هذه الكثبان الرملية الساحرة تعد من اشهر الاماكن السياحية فى العالم وتعد من اجمل ما يوجد فى سياحة المغرب تبلغ ارتفاع حوالى 150 متر ويمكنك هناك الاستمتاع بعمل رحلات سفارى وركوب الجمال والاستمتاع برمال البرتقالية الممتدة لمساحات شاسعة مما يوفر لك قدر من الهدوء والاسترخاء فى واحد من اهم علامات سياحة المغرب.
شاهد المزيد من أجمل الوجهات السياحية:
أفضل وجهات السفر في العطلية الصيفية
تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا