كيف يشكل تكون الثلوج خطورة كبيرة على الطائرة أثناء الطيران؟
ربما قد يكون الطيران تجربة مليئة بالتوتر بالنسبة لكثير منا وهو ما تشير إليه تقارير نشرت حديثا حيث إن نحو 40% من السكان يشعرون بنوع من الخوف من الطيران كما يعود جزء كبير من هذه المخاوف لعدم فهم كيفية عمل الطائرات، وخاصة بالظروف الجوية غير المستقرة مثل الرياح ودرجات الحرارة الباردة التي قد تؤدي إلى تكون طبقة من الصقيع على الطائرة. ولكن ما مدى خطورة الصقيع على الرحلة؟
يوضح ديفيد كوهين، وهو عميد كلية الطيران بجامعة لين في بوكا راتون بولاية فلوريدا وكذلك اعقيد المتقاعد إن الصقيع وكذلك الثلج والجليد الذي يلتصق بالطائرة، وخاصة الأجنحة وأسطح الذيل حيث يمثل خطورة كبيرة .
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
والأجنحة وأسطح الذيل هي مصممة خصيصا لتوفير رفع مستقر للطائرة. عند تراكم الصقيع أو الثلج على هذه الأسطح، يتغير شكلها الديناميكي، مما يؤثر بشكل كبير على تدفق الهواء حولها. هذا يمكن أن يقلل من قدرة الطائرة على الرفع ويسبب اضطرابات هوائية، مما يزيد من خطر فقدان التحكم.
وحسب ما أوضحه فإن شكل الأجنحة وكذلك أسطح الذيل هو يعتبر نتيجة لحسابات معقدة قضى مصنعو الطائرات سنوات في تطويرها بالرغم من أنها قد تبدوا سهلة الشكل ولكن ذلك يشمل طول الجناح، المسافة من الحافة الأمامية إلى الحافة الخلفية، وكذلك المنحنى، لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الرفع، وتقليل السحب، وكذلك التوفير في استهلاك الوقود.
ويحقق الجناح ذلك عبر جعل الهواء الذي يمر فوق الجزء العلوي والسفلي يخلق ضغوطًا وقوى مختلفة، ما يساعد على الرفع يقوة. وكما أوضح الخبير فإن أي تغييرات بهذا الشكل والحجم المحددين للسطح يمكن أن تقلل من الرفع وكذلك تزيد من السحب، وهو ما يجعل من الصعب الإقلاع والطيران.
والصقيع والثلج والجليد يضيف وزنًا إضافيًا للطائرة. هذا الوزن الإضافي يمكن أن يؤثر على أداء الطائرة، مما يتطلب من المحركات العمل بجهد أكبر، وبالتالي استهلاك وقود أكثر. في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى عدم قدرة الطائرة على الإقلاع بشكل صحيح أو الحفاظ على الارتفاع المطلوب.
لماذا تعتبر الطائرات من بين وسائل النقل الأكثر أمانًا، وذلك بحسب خبراء الطيران؟ حيث يتجلى هذا بوضوح من خلال الملوثات الموجودة على الجناح مثل الصقيع أو الثلج حيث قد أظهرت دراسات وكالة ناسا أن الصقيع الصغير مثل ورق الصنفرة بوزن 80 حبيبة رملية يمكن أن يقلل الرفع بنسبة 30 % وذلك لأن الهواء لم يعد يتحرك بالطريقة الهندسية فوق الجناح وبالتالي لا يخلق قوة الرفع التي صمم الجناح من أجلها.
ولهذا السبب بمجرد الجمع بين هذا الرفع المنخفض والوزن الزائد، يصبح من الواضح لماذا تحظر إدارة الطيران الفيدرالية الإقلاع مع هذه الملوثات على أي طائرة ما لم يتم تنفيذ إجراءات إزالة الجليد وكذلك مكافحة الجليد المعتمدة قبل الإقلاع.