كيف يجري تنظيف الطائرات من الداخل؟
تعتبر نظافة الطائرات من الداخل عاملًا رئيسيًا لضمان راحة وسلامة الركاب، حيث تتطلب عملية التنظيف معايير دقيقة وخطوات مدروسة للحفاظ على بيئة آمنة وصحية على متن الطائرة. تختلف طرق التنظيف تبعًا لحجم الطائرة ومدة استخدامها، لكنها عمومًا تشمل إجراءات متخصصة تُنفذ وفق جدول زمني صارم لضمان جاهزيتها لكل رحلة.
المرحلة الأولى: التنظيف السريع بين الرحلات
عند وصول الطائرة إلى وجهتها وقبل أن تبدأ رحلتها التالية، يتم تنفيذ عملية تنظيف سريعة تشمل المناطق الأكثر استخدامًا من قبل الركاب. يبدأ فريق التنظيف بجمع القمامة من الجيوب الموجودة خلف المقاعد وطاولات الطعام، مع مسح أسطح الطاولات والمقاعد. يتم أيضًا تنظيف الحمامات وتعقيمها بشكل سريع لضمان صلاحيتها للاستخدام خلال الرحلة القادمة.
تشمل هذه المرحلة أيضًا التحقق من أن جميع أدوات السلامة مثل أقنعة الأكسجين وأحزمة المقاعد مرتبة وجاهزة للاستخدام. غالبًا ما يتم تخصيص فريق عمل مدرب على إنجاز هذه المهمة في غضون فترة زمنية قصيرة، تتراوح بين 20 و30 دقيقة، لضمان عدم تأخير مواعيد الإقلاع.
المرحلة الثانية: التنظيف العميق الدوري
بجانب التنظيف السريع، يتم جدولة عمليات تنظيف عميق للطائرة بشكل دوري، عادة بعد عدد معين من الرحلات أو عند انتهاء اليوم التشغيلي. خلال هذه المرحلة، يتم تفريغ المقاعد بالكامل ومسحها بمطهرات قوية، مع التركيز على المناطق التي يتم لمسها بكثرة، مثل أزرار التحكم وشاشات الترفيه.
كما يتم تنظيف السجاد والأرضيات باستخدام مكانس كهربائية قوية لإزالة الغبار والجزيئات الصغيرة. تُفحص المراحيض بعناية، حيث يتم تنظيفها وتعقيمها بشكل شامل باستخدام مواد تنظيف قوية للقضاء على أي جراثيم. في المقصورات الخاصة لتخزين الطعام، يتم تنظيف جميع المعدات والأسطح لضمان الالتزام بمعايير النظافة والسلامة الغذائية.
المرحلة الثالثة: التقنيات الحديثة والتعقيم الشامل
مع التطور التكنولوجي، أصبحت شركات الطيران تعتمد على أدوات حديثة لتحسين كفاءة عملية التنظيف. من أبرز هذه الأدوات، استخدام أجهزة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية التي تقتل الجراثيم والبكتيريا بنسبة تصل إلى 99.9%. تُستخدم هذه الأجهزة على الأسطح الأكثر تعرضًا للمس مثل مساند الأيدي، أزرار المقاعد، والشاشات.
تقوم بعض شركات الطيران أيضًا باستخدام تقنيات رشّ الضباب المطهر، وهي عملية تشمل رش مادة معقمة في جميع أنحاء المقصورة، لتصل إلى الزوايا التي قد يصعب تنظيفها يدويًا. هذه الطريقة فعّالة بشكل خاص في التعقيم الشامل بين الرحلات الطويلة.
كما تلعب فلاتر الهواء عالية الكفاءة (HEPA) دورًا مهمًا في تحسين جودة الهواء داخل الطائرة. تُبدَّل هذه الفلاتر بانتظام لضمان إزالة الجسيمات الصغيرة والملوثات من الهواء، ما يسهم في خلق بيئة آمنة وصحية.
تتطلب عملية تنظيف الطائرات من الداخل تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا احترافيًا لضمان راحة وسلامة الركاب. من التنظيف السريع بين الرحلات إلى التعقيم الشامل باستخدام التقنيات الحديثة، تلتزم شركات الطيران بمعايير صارمة تجعل تجربة السفر مريحة وآمنة. لذا، في المرة القادمة التي تستقل فيها طائرة، يمكنك الاطمئنان إلى أن كل زاوية من المقصورة قد خضعت لعملية تنظيف دقيقة لضمان راحتك وسلامتك.